إن شخصية المستفز متضمنة كتاباته و أراؤه و وجهات نظره من وحي خيال المؤلف و لا تعبر عن وجهة نظره الأصلية...
_____________________________________________________
لو افترضنا-جدلا-أن مطاعم السوشي في مصر هي نوع من الحذلقة الحضارية ، فلن يمكننا بالتأكيد تلخيص زبائنها في فئة المتحذلقين حضاريا أو المتظاهرين بالتحضر فحسب...
فقد يكون العامل المشترك بين زبائن هذه المطاعم هو الإسهال المزمن ، لكنك حتما ستجد من بينهم من يستسيغ هذا الطعام لدرجة الإستمتاع برغم معاناته من الإسهال ، و حتما ستجد من يستسيغ معاناته بشأن الإسهال-من باب أن تسهيل الأمور لن يضر أحدا-برغم عدم استساغته للطعام ، و حتما ستجد من لا يستسيغ هذا و لا ذاك ، و إنما يتناول السوشي كنوع من تعذيب الذات المستتر خلف بعض الحذلقة الحضارية...
و لو افترضنا-جدلا أيضا-أنني أندرج ضمن عينة الزبون الثالث ذو النزعة الماسوشية في تناول طعامه...
حين نفترض كل ذلك يمكننا التحدث في ما سنتحدث بشأنه...
فلست مثقفا من الدرجة الأولي ، ولا حتي التاسعة عشر ، ولا تمثل لي مكتبة مبارك سوي نوعا من تعذيب الذات...
**********************
كل شئ هادئ ، أو يوحي بذلك...
لكنه هدوء غير مريح علي الإطلاق ، هدوء يجثم علي أنفاسك ، الهدوء الذي يسبق العاصفة كما يقولون...
إن لي أربعة أعوام بهذه المكتبة أنتظر تلك العاصفة حتي احترقت أعصابي دون جدوي...
موظفة الإستعارات العانس جالسة إلي الأبد خلف مكتبها الرخامي حاملة آلة الباركود-إلي الأبد أيضا-لدرجة أنني تصورتها جزء لا يتجزأ منها تنام و تأكل و تستحم بها...
كيف علمت أنها عانس ؟ لأنها تبدوا كذلك ظننت هذا واضحا ، صدقني لم تعد النساء بحاجة لقول (آنسة من فضلك) في تنمر ، إذ أن أشياء كهذه صارت مقرؤة بوضوح من خلال التعبيرات الإنفعالية ، لا يتعلق الأمر بنوع من الشفافية لكنه (من عاشر القوم...) كما يقولون...
لسبب ما يتعامل جميع الموظفين هنا معك كتجار المخدرات أو أحد عصابات المافيا ، يرمقونك بنظرة تشكك و كراهية لا تخطئوها العين ، لن أندهش كثيرا لو صادفت من يسألني عن (البضاعة) في أي لحظة...
***********************
-انطق كلمة السر.
-يوم ورا يوم.
-حبيبي.
-ما جاني نوم.
-حبيبي.
-ما جاني نوم.
-حبيبي.
***********************
-إستعارة ولا إعادة ؟
-عفوا ؟
تكرر في لهجة أقرب للصراخ...
-إستعارة ولا إعادة ؟
***********************
-إحترم الإجرام اللي احنا فيه يابو موتة...
***********************
و حين تنجو من قبضة أبو مــ....آ...العانس الشمطاء ، تبدأ رحلتك ببعض (الشقلبظات) علي دليل المكتبة الإلكتروني ، و الذي لو حالفك الحظ و وجدت-بمعجزة ما-ما تبحث عنه في الدليل ، فإنك حتما و لابد ألا تجده وسط الرفوف ، إنه قانون أزلي ثابت أشبه بقانون الجاذبية...
هكذا تبدأ البحث محاولا إقناع نفسك بأن الخواجة (ديوي) سيتكفل بتسهيل البحث ، هذا بالطبع قبل أن تدرك ما تتمتع به إدارة المكتبة من روح دعابة ، حين تجد كتاب تفسير الأحلام لفرويد في تصنيف التاريخ ، علي اعتبار أن مؤلفات فرويد جزء لا يتجزأ من تاريخ علم النفس...
و هذا علي سبيل المثال لا الحصر...
أما لو كنت ممن يصدقون أن المكتبة هي أنسب مكان للقراءة فأنت مخطئ ، إن تلك المناضد الجماعية الجديرة بجلسات العلاج الجماعي تجعل من فكرة التركيز في القراءة أسطورة ، خاصة مع ذلك العدد من الفضوليين الشغوفين الباردين المتحذلقين المتشككين...
ELMOSTAFZ
*******************
بعتذر لكل الإخوة المدونين اللي قابلتهم و اللي مقابلتهمش اللي أعرفهم و اللي معرفهمش عشان مشيت بدري امبارح و بدون إستئذان أو سلام و بجد كنت سعيد جدا بوجودي معاكوا و مع الناس اللي جت من اسكندرية و ربنا يديم التواصل و يكتر من تجمعاتنا ، شكرا ليك يا أستاذ خالد علي الفرصة الجميلة دي...