الأحد، ٤ نوفمبر ٢٠١٢

تبرير...




لما خلص الشغل ع الغلاف ده ، اول حاجة فكرت فيها ان في ناس كتير مش هتعرف أصل الرواية دي كان ايه ، لإني مضطراً مسحت كل التدوينات القديمة المتعلقة بالرواية ، ولاقيتها فرصة اجاوب علي سؤال اتسألته كتير و هو : ليه سميت المدونة بالإسم ده ؟ و كانت فكرة اني اجاوب ع السؤال ده تقتضي شرح مطول ، فكنت بجاوب ان السبب من باب التجديد مش أكتر ، إسم يشد و خلاص ، علي أساس ان المرض النفسي مجال مثير للشغف و الفضول...
وحدهم أصدقائي المدونين و المتابعين القدامي للمدونة يعرفوا سر التسمية دي...
من حوالي 3 سنين ، بدأت سلسلة تدوينات بعنوان "من مذكرات مريض نفسي" ، كانت عبارة عن رواية مسلسلة ، و كانت مكتوبة باللغة العامية في أول أجندة ، لكن مع بداية تاني اجندة قررت انه يقتصر وجود العامية علي الحوار بس ، و مع تالت أجندة بقت التدوينات كلها بالفصحي ، و في تالت تدوينة من الأجندة الرابعة ، بطلت كتابة فيها ، و اقتصر نشاطي من بعدها علي تدوينات منفصلة عادية و قصص قصيرة ، و علي فترات متباعدة جداً...
خلال الفترة دي عملت صفحة للمدونة ع الفيس ، و شفطني الفيس ، و قل نشاطي اكتر ع المدونة لدرجة اني بقيت انزل بوست كل شهرين تقريباً ، و ده زعلني لإني بحب جو البلوجر جداً...
بمرور الوقت ناس نصحتني الم المذكرات في كتاب و انشره ، لكني مكنتش راضي عن التدوينات دي إطلاقاً ، خصوصاً ان أسلوبها مكانش ثابت ، اجندة عامي علي اجندة فصحي علي اجندة الاتنين مع بعض !
بس برغم كده الفكرة كبرت في دماغي ، رجعت كل التدوينات لوضع "المسودة" ، و بدأت اعمل إعادة صياغة شاملة للرواية ، الأسلوب و الاحداث و الشخصيات ، كل حاجة ، و دخلت بيها مسابقة لقصور الثقافة علي أمل انها تاخد مركز أول لإن المراكز الأولي بس اللي بيتنشرلها ، و الحمد لله ، خدت مركز تالت ، و متنشرتش...

***

المشكلة ان الحاجات اللي بنتمناها دايماً بتيجي متأخر أوي ، بعد ما يكون حماسنا تجاهها انطفي ، و بعد ما نكون خلاص أقلمنا نفسنا علي الوضع ده ، و عملنا من اليأس خلفية لكل أحلامنا...
مقدرش اقول اني محمدتش ربنا ، لكن فرحتي بالتعاقد علي نشر الرواية ، مكانتش علي مستوي الحدث ابداً ، كنت كإني بجبر نفسي علي الفرحة بيها ، بس كالعادة ميكانزم التبرير جوايا شايف شغله كويس أوي ، و كالعادة بيقنعني إن ده أحسن ، و ان الأحلام دايماً بتتحقق بعد طول انتظار و اقتراب يأس ، لإن اليأس بيولد الألم ، و الألم بيكسبنا عمق أكتر ، علي عكس الحماس الزائد ، بيبوظ كل حاجة...
بيتهيألي اننا أصلاً لازم نمر بالمراحل دي عشان نتعامل مع احلامنا اللي اتحققت بتعقل و نحافظ عليها ، لإن الحماس كتير بيكون صبياني و أهوج ، متسرع و غبي...
ناهينا عن إن الحلم بيكون دايماً كله عمق ، انا مفتكرش ف مرة اني حلمت بحاجة حلوة و كنت متحمس فيها ، دايماً بتعامل مع الحدث جوا أحلامي كإنه شيء مسلم بيه ، معتاد ، و لما اصحا و اكتشف انه مجرد حلم ، بستنا فترة ، و بعيش علي أمل ، و بحاول ، و بيأس ، لحد ما اكتسب نفس العمق اللي كنت فيه جوا الحلم...
و يتحقق الحلم...
و اكتشف انه كان مجرد تنبؤ بحالتي بعد الانتظار و الأمل و المحاولة ، و اليأس...
الحلم بيسبق الأحداث ، و يتجاهل التفاصيل...
و يوصلنا للصفحة الأخيرة بس...
الصفحة اللي بيكون فيها البطل اتغير تغير جذري بعد كل الخبرات المحورية اللي شافها في حياته...

***

أنا في المعتاد مبحبش الأعياد ، او علي الأصح مبحبش اللي الناس غيروه في طعم الأعياد ، بس العيد اللي فات بالذات كنت محتاجه أوي ، لإنه خلي يوم التدريب أجازة...
الحالة اللي قعدنا معاها في العباسية زيارة واحدة بس لحد دلوقت ، معرفش ليه مش عايز اقابلها تاني ، يمكن لو كان مرضه صعب كنت قدرت اتعامل معاه ، بس الحقيقة ان الحالات البسيطة هيا اللي بتوجعك أكتر ، لإنها مش منفصلة تماماً عن الواقع زي الحالات المتقدمة ، لأ دي قريبة أوي من الواقع اللي عايشينه ، و أسبابهم بتتشابه مع أسبابنا ، و مشاكلهم نفس مشاكلنا ، و بيعرفوا ازاي يوصلوا أفكارهم كويس...
في الأول لما كنت بقرا ان الأخصائي لازم ياخد دورات معينة عشان يقدر يتعامل بحيادية و موضوعية مع الحالات ، كنت بقول ان الموضوع يمكن مش مستاهل كل ده ، و ان من السهل جداً انك تنحي مشاعرك و خبراتك و شخصيتك علي جنب بعيداً عن قدارتك التشخيصية ، لكن فعلاً كنت غلطان...
كلنا مرضي ، أو للدقة علي حافة المرض...

10 التعليقات:

candy يقول...

طيب ... ميروك الكتاب ، ومستنياه فى السوق
أسلوبك مميز وشيق جدا ..
بالتوفيق يارب :)

Ramy يقول...

طيب شد حيلك يا باشا عاوزين نعلن عنه


و لا نعمل أعلانات زى الفنكوش

((:

...............

بس شوفت بقى لما بقولك أنى مريض

طلعت مش لوحدى

يا عزيزى كلنا مرضى

((:


Israà A. Youssuf يقول...

أولا مبروك الكتاب.. مستنياه بسرعة بقى :)

ثانيا: كلامك عن اكتساب العمق والتغيير الجذري في الشخصية, وتحقيق الأحلام.. الكلام ده جه في وقته عشان يجاوب على أسئلة كنت بأتجنب إني أسألها لنفسي جايز من باب الخوف من مواجهة النفس, عشان مثلا مايجليش إحباط أكتر.. تصدق ريحتني :) على الأقل أنا كده عارفة دلوقتي إني مش لوحدي :))

ربنا يوفقك ويحبب فيك خلقه :)

Unknown يقول...

ألف مبروك استاذي
أتمنى لو أني موجود بمصر للحصول على نسخة من كتابك
أتمنى ان تستطيع نشره في سوريا

محمد سلامة يقول...

مليون مبروك
أتمنى أن تكون سعيد بنشر كتابك
وفعلا كلنا مرضى
تحياتى المعطرة

هبة فاروق يقول...

الف مبروك على الكتاب
ومش مهم ان الحلم يتأخر شويه الاهم انه يتحقق
مليون مبروك
تحياتى

غير معرف يقول...

الف مبروك يا بوب

قول موجودة فين عشان اجيبها



شاب فقرى يقول...

المشكلة ان الحاجات اللي بنتمناها دايماً بتيجي متأخر أوي ، بعد ما يكون حماسنا تجاهها انطفي ، و بعد ما نكون خلاص أقلمنا نفسنا علي الوضع ده ، و عملنا من اليأس خلفية لكل أحلامنا...


عارف آخر مرة قريت لك كان إمتي ؟؟؟

بجد مش فاكر

بس سعيد إني جيت لك وقريت من تاني

كلامك عجبني ولقيت فيه زي ما تقدر تقول كدا

حاجات مبحبش اتكلم عنها

لانها بالنسبة لى بحس إنها فضيحة لوجع او ألم

كلامك عن الحماس عجبني ودا اللى بيخليني احذر منه دايما

مبروك الرواية مع انى باركت لك عالفيس من زمان

بس مبروك مرة اخري ياراجل ياطيب :)

وهابي نيو ييرررررررررررر :D

شاب فقرى يقول...

صحيح يا حسني

هستني أحضر حفل التوقيع

وهشتري الكتاب

وبرده عايز نسخة هدية

اللى فيه داء مبيبطلوش يا ولدي :)

كل سنة وانته طيب :D

فقري

Unknown يقول...

الرواية رائعة أحلى ما فيها ان المعانى عميقة زى ما حسيت فى المقال او التدوينة دى بجد فى حاجات كتير من اللى بتكتبها بتمس حاجة جوايا واسلوبك مميز اتمنالك التوفيق فى حياتك ومنتظرة الجزء التانى :))

Share |