الجمعة، ٢٣ نوفمبر ٢٠١٢

عن ياسر الجندي و الدكتورة شيماء...




بدأت مؤخراً بعض المحاولات الجادة لتجاهل نظرات ركاب المترو عندما اشرع في قراءة كتاب ما ، بل و صرت أكثر مرونة مع هؤلاء الفضوليين الذين يقفزون معك بداخل الصفحات ، اليوم أقول أنني تخلصت بنجاح من أزمة الخصوصية هذه...
صباح أمس انتهيت من قراءة العدد الأول من سلسلة مقالات "دماغي كده" للرائع أحمد خالد توفيق ، و الحقيقة أنني استغرقت فيها وقتا أطول من اللازم و كنت أريد أن أستغرق أكثر ، لأنني أعاني باستمرار من قلق دائم و خوف مرضي من أن تنتهي كل تلك الأشياء الجميلة التي احببتها ، إنني أخشي اكتشاف أغنية أخري جيدة لفيروز لأن ذلك يعني أقترابي من هذا اليوم الذي أجد نفسي فيه و قد استمعت لكل اغانيها فيخبو سحرها بداخلي ، دعك من أنني بالأمس قرأت عن دراسة تتنبأ بزوال محصول البن العربي من علي وجه البسيطة خلال السبعون عاماً القادمة ، هناك احتمال كبير أن أكون في القبر وقتها و لكنك لا تنكر أن الفكرة وحدها مزعجة...
برغم روعة السلسلة إلا أنني استثار انتباهي مقالة بعينها استعاد فيها الدكتور أحمد ذكري مدرس أمراض النساء الدكتور ياسر الجندي رحمه الله ، و الذي اكتشفت فيما بعد أنه شقيق الدكتور أيمن الجندي صاحب الأسلوب المتميز...
السبب الذي جعلني اتوقف عند ذلك المقال هو أنه أثار بداخلي أيضاً بعض الذكريات القريبة المدي...

***

اليوم ثارت الدكتورة شيماء ، الدكتورة الشابة التي تشع بالتفاؤل و الإيجابية ، و التي استطاعت أن تكسب ود جميع من بالدفعة في وقت قياسي...
-مش دي ورقة الحضور اللي بتيجوا عشانها ؟ مش عايزاها.
و الحق أنني انتظرت هذه اللحظة بشغف...
لم أكن أحاول إثبات شئ لنفسي ، فقط كنت أعلم يقيناً أن تلك اللحظة قادمة ، كل شخص و له طاقة تحمل في نهاية الأمر ، و أنا منذ اللحظة الأولي التي رأيت فيها الدكتورة شيماء و أنا أتسائل من أين لها بهذه الإيجابية حقاً ، و متي ستأتي تلك اللحظة التي تطرد فيها أول طالب رقيع يجلس بالخلف مثرثراً مع زميلاته...
لكن بجدية ، ما الذي تفعله تلك الفتاة كي تظل محتفظة بهذه الإبتسامة علي وجهها ؟ رغم كل ما تمر به في تلك المحاضرات ، و رغم أنني شبه متيقن من كونها تشعر بأنها لم تحصل علي ما تستحقه في نهاية مشوارها الأكاديمي...
حتي كونها شابة في مقتبل العمر لم يكن مبرراً مقنعاً لي ، إن لي خبرة لا بأس بها مع المعيدين الشباب نافذي الصبر ضيقوا الخلق ، دعك من أنني أنا نفسي من أكثر رجال الأرض تشاؤماً و سوداوية ، لذا فالسن هنا ليس قاعدة ثابتة ، في الواقع ليس قاعدة علي الإطلاق...
الحق أن الدكتورة شيماء ليست سوي ياسر جندي آخر ، أو هكذا أراها ، إنها أحد الضمائر النشطة و التي تجاهد كي تبقي حية...
أعني أنه حتي و إن لم يكن الغد باسم حقاً إلي تلك الدرجة التي تظنها هي ، لكن لابد و أن هناك شيئاً سحريا تفعله تلك الفتاة حين تختلي بنفسها لتستمد منه تلك الطاقة الغير مفهومة...
الغريب أنني تفهمت موقف الدكتور ياسر من الحياة بسهولة أكبر ، و لا أدري لماذا لست قادراً في ذات الوقت علي تقبل تلك الابتسامة علي وجه الدكتورة شيماء...
صديقة عزيزة بررت ذلك تقريباً بأنني بائس لدرجة العجز عن إدراك كيف تكون بعض الأشياء البسيطة سبباً في إسعاد البعض ، ربما كانت محقة علي كل حال...

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

انا بغير من الناس دي اووووي بحس ان انا ولا حاجه وبزعل لما اعرف قصص عن ناس زيهم واكون مبعرفهوش بحس اني انا في المكان الغلط اني كان لازم ادور عليهم واسلم عليهم وقلهم سامحوني علي اني معرفتش اعبرلكم عن امتناني لمجهودكم ونفسي اقولهم شكرا شكرا شكرا وبالنسبة للدكتور ياسر انا واثقة انه في الجنه دلوقتي وغرقان في نعيمها وبالنسبة للدكتورة شيماء لما الاقي دكتورة زي كده بشفق عليها من الطلبة اللي مش بتعرف تقدرها او تقدر مجهودها بحس ان مكانها لازم يكون بين حد يقدرها بجد مش شوية طلبة كده وخلاص بعتذر علي الرغي الكتيير بس الموضوع دا مأثر فيا اوووي وعجبتني التدوينه اووي مع انها جات متأخرة جدا

Share |