الأحد، ٤ سبتمبر ٢٠١١

بين النوم و اليقظة...




للوحدة متطلباتها…
خاصة مع شخص موسوس مثلي ، خياله أخصب ما يكون لزراعة أكثر الأفكار رعباً و بشاعة…
ربما يمر اليوم و ينتهي في هدوء ، لكن حين تأتي لحظة الذهاب للنوم ، تأبي عيناك الاسترخاء في ذلك الصمت القاتل الذي يملأ المنزل و يطبق علي روحك و أنفاسك ، حينها تقرر أنك بحاجة لمذياع معك في الغرفة ، علي إذاعة القرآن الكريم ، لا يوجد أفضل و أأمن من هذا…
لكنك تدرك بعد ذلك أن المذياع ليس كافياً ، و أنه رغم ذلك لا يملأ ذلك الفراغ الموجود بوعيك اللعين ، أنت بحاجة لصوت و صورة علي الأقل ، أنت بحاجة لتلفاز…
لكنك تدرك بعد ذلك أنه ليست كل البرامج يمكن تشغيلها وقت النوم ، هناك ما سوف يلفت أنظارك ، و إن لم يلفت أنظارك فسيلفت مسامعك ، هكذا تقرر أن تقوم بتشغيل مالا ترغب في مشاهدته أو حتي سماعه ، فكل ما يهمك هو الإحساس بالونس…
إذن ، مباراة كرة قدم ؟ نعم ، أنت لا تحب كرة القدم ، لكنها برغم ذلك صاخبة للغاية ولا تصلح كموضوع للاسترخاء…
قناة إسلامية ؟ هذا مطمئن للغاية لكنه برغم ذلك سيلفت مسامعك التي ستوقظ مشاعر الذنب لديك في غير وقتها ، متي كانت آخر مرة صليت فيها علي كل حال ؟!!
قناة الطبخ ؟ نعم ، هي قناة فتافيت ، القناة الوحيدة التي تمنحك شعوراً بالأمان و الاستقرار و الطمأنينة ، تشعرك بأن الدنيا مازلت بخير ، و العصافير تغرد في الحديقة ، و بأنه مازال هناك الكثير من الوقت قبل أن تشتعل الحروب و ينتهي العالم…
هكذا تضبط التلفاز علي تلك القناة الدافئة و تدثر نفسك بالغطاء ناظراً نحو الشاشة في غير فهم لما تقوله تلك الإيطالية أو الإسبانية أو المكسيكية أو أياً كانت جنسيتها...
عيناك تبدآن في الاسترخاء لكنك لن تستسلم الآن...
تقوم المرأة بتقطيع نبات ما من تلك النباتات التي لا و لن تجدها أبداً في السوق ، و تضع بعض التوابل التي لو قلت اسم أحدها لأي عطار لضرب كفاً بكف و التفت لزبون غيرك في صمت...
تجلب المرأة إحدي العيون البشرية و تقوم بشطرها نصفين ، ثم تعصر إحداها داخل الطبق ، لا أذكر حقاً أن العيون البشرية كانت بهذه الضخامة يوماً ، إن الواحدة منها في حجم البرتقالة ولو أنني رأيتها في السوق للعنت في سري تلك الكيماويات التي يضعونها علي الخضروات فتصير أضخم مما هي عليه...
الآن تجلب ذراع طفل رضيع و تقوم بتقطيعها إلي شرائح ثم تلقيها داخل الطبق ، ثم تبدأ في تقطيع أصابعها هي شخصياً لأنه من الواضح أن ذراع الرضيع لم يكن كاف...
تخلط كل شئ معاً و تضعه في الفرن ، ثم تعود بعد الفاصل في لمح البصر لتخبرك بكل بساطة أن الطعام قد نضج و انتهي ، و بالهناء و الشفاء...
منزعج ؟ بالطبع لا ، ربما حين استيقظ ابدأ في الإنزعاج ، و حينها أقرر هل أستمر في مشاهدة فتافيت أم أبحث عن قناة أخري...

6 التعليقات:

عبد الرحمن سالم يقول...

رائع، أسلوب ممتع فعلاً، تحياتي :]

candy يقول...

ويبقى الخيال هو السيد :)

as in thz

http://www.youtube.com/watch?v=OGW0aQSgyxQ&feature=related

Unknown يقول...

ayesha...
thanks for your inviting :)

Unknown يقول...

ع.سالم...
متشكر جداً لكلامك و يارب دايماً اكون عند حسن ظنك :)

Unknown يقول...

candy...
بجد الفيديو تحفة عجبني أوي :))

L.G. يقول...

المنام لو طويل يكون أضغاث في الغالب أو حديث النفس
عن نفسي بنام عشان أعيش لأن في المنامات حياة صاخبة عن حياتي الواقعية بشوف ناس وازور أماكن لكن طول ما أنا صاحية الساعة متوقفة والأيام تمر بس الحمد لله ربنا يديمها نعمة بفتكر المنام وأفكر فيه وكأني بعيشه تاني
أما عن قصة التليفزيون تمام مسطرة زييس بالظبط بس انا بتفقع بسرعة من فتاتيت وبرجع لقناة المجد
تحياتي

Share |