الجمعة، ٢٤ فبراير ٢٠١٢

ميكانزمات...



كبت :

-عارف يعني إيه تكون الدنيا كلها عبارة عن مراية كبيرة بتعكس آلامك بوضوح ؟ حتي الحاجة الوحيدة اللي فيها دوا لجراحك...
غصب عنك لازم تهرب ، حتي لو مش عايز تهرب...

تكوين عكسي :

-عارف يعني إيه تكره حد لدرجة انك تحبه بجنون غريب ، عشان بس مش قادر تتحمل فكرة إنك تكرهه...
-يعني إليسا طلعت خريجة اداب علم نفس ؟ !

نكوص :

-عارف ، ساعات بحس ان كل الناس عندها ميل غريزي للنكوص ، الكل نفسه يرجع لأيام الأمان و الدفا.
-مش ضروري ، مش كل الناس كانت طفولتها أمان و دفا ، انا اعرف ناس كبرت و عجزت قبل الأوان عشان تهرب من طفولتها.
-بس عند مرحلة معينة هايرجعوا لنقطة البداية ، صدقني محدش بيقدر يهرب من ماضيه ، لو مرجعتش لماضيك ، هايرجعلك...

تبرير :

-دي من الأوقات القليلة اللي بصارح فيها نفسي بالحقيقة ، انا مش ندل ، انا عندي أزمة في التواصل مع الناس ، بس لو اتقال عليا ندل أحسن ما يتقال عليا انعزالي.
-بس دي تبريرات مالهاش معني.
-بالنسبالك ، انما بالنسبالي الندالة دي مرحلة متقدمة بتمني أوصلها فعلياً ، الندالة معناها اني تجاوزت مرحلة التواصل مع الناس لمرحلة التخاذل مع الناس.
-امممم.
-هوا انا سبق و قولتلك ان تخييب أمالِك فيا كان هوايتي المفضلة طول الفترة اللي فاتت ؟
-لأ ، بس انت مش محتاج تقول.

تعميم :

-عارفة احنا ليه بقينا نخاف من الناس الودودين زيادة عن اللزوم ؟ عشان النصابين دايماً بيستغلوا النقطة دي في البني آدم.
-أيوة بس دي بقت موضة قديمة أوي في النصب ، دلوقتي في طرق أحدث بكتير ، النصب اتقدم عن زمان.
-بس انا مقصدش النصب المادي ، انا قصدي النصب الشعوري ، الاحتيال علي عواطف الناس.
-و انت بقا حد نصب عليك في مشاعرك قبل كده ؟
-للأسف لأ ، أنا مش بالعمق ده ، بس اتنصب عليا في فلوسي كتير.

تعويض :

-فكرك انا اساسا بعرف اكتب ؟ فكرك اني اتولدت وانا عندي موهبة ؟ دي مجرد تعويض ، زي بالظبط الأعمي اللي سمعه بيقوي عشان يعرف يعيش ، انا خايف لو اتعالجت معرفش اكتب تاني بنفس العمق ، أصل المعاناة دي بتخلي الواحد متغلغل في كل شئ ، قادر يحس بجمال أبسط الحاجات اللي ممكن غيره ميحسهاش ، انشالله حتي لو نسمة الهوا اللي بيسيبها المترو وراه.
-بس مفيش حاجة أبداً تساوي انك تكون انسان طبيعي.
-و مين قال اني عايز ابقا طبيعي ؟


الجمعة، ١٧ فبراير ٢٠١٢

و نسيت أني نسيت...



وقف أمام الواجهة الزجاجية لذلك المتجر الفاخر يتأمل ذلك الفستان الوردي في ثبات و اهتمام بالغ ، حتي ليظنه المار إحدي المانيكانات التابعة للمتجر...
كان قد نال لتوه أول مرتب له بعد الترقية ، مرتب يكفي لشراء ذلك الفستان الأنيق الذي لطالما أرادته زوجته يوماً ، هي لم تخبره برغبتها في شئ علي الإطلاق ، لكن تلك النظرة في عينيها جعلته أقسم في داخله تلك الليلة أن يشتري لها ذلك الفستان و أفضل منه حتي ولو بعد ألف سنة...
ظل ذاك الفستان هدفاً أمام عينيه طيلة سنوات ، كل الموديلات تتغير إلا هذا ، و كأنما صنع لأجل زوجته لا غير...
كانت فرحته ذلك اليوم لا توصف ، أخيرا سيأتي لزوجته بهدية حقيقية تثبت لها حبه...
بعد أن خرج من المتجر ظل طيلة الطريق حتي المنزل يرتب في ذهنه طريقة يقدم بها هديته إليها ، ظل يتصور كيف ستستقبل تلك الهدية ، ظل يتصور تعابير وجهها و السعادة التي ستملأها...
لكنه ما أن دخل من باب المنزل حتي تذكر كل شئ ، ما أن رأي الصورة ذات الشريط الأسود حتي أدرك الحقيقة التي نسيها منذ دقائق ، لقد أنساه الفستان كل شئ...
أنساه أنه جاء متأخراً للغاية...

الخميس، ١٦ فبراير ٢٠١٢

رسالة...



المرة دي مش انا اللي هكتب البوست...
المرة دي هنقل رسالة بس ، رسالة من واحدة ست طيبة اعرفها من زمان ، طلبت مني انشرها زي ما كتبتها بالظبط ، مع عدم نشر اي شئ عن هويتها ، و كل أمنيتها انها تساهم بأي حاجة من خلال رسالتها دي...
********************************************
بسم الله الرحمن الرحيم...
أيها الثوار لا تتركوا ثورتكم إنكم لمنتصرون بإذن الله ، فاصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون ، فإن الله معكم و لن يترككم أبداً بعدما ضحيتم بدمائكم و أرواحكم ، فلا تتركوا ثورتكم للطامعين طلاب السلطة ، فإن سيدة قريبة من الله تسبح الليل كله و تصوم النهار رأت بإذن الله أن الدول العربية كلها أصبحت في أحسن حال ، و أن مصر صارت أقوي تلك الدول و أعزها ، و تلك السيدة أقامت الليل عندما كان مبارك يبني الجدار ليحاصر أهل غزة و تضرعت إلي ربها ألا يكمل مبارك الجدار و يخلصنا منه ، فلا تتركوا ثورتكم فإنكم منصورون بإذن الله و الله معكم ، فلا تيئسوا ولا تحبطوا و تذكروا دائماً أن من نصر رسول الله في جهاده ضد الكفار قادر علي نصرتكم ، فجاهدوا مثله حتي ينصركم الله علي المنافقين و الطامعين و المتربصين بكم فإن الله معكم و ناصركم...
و السلام عليكم و رحمة الله

الأربعاء، ٨ فبراير ٢٠١٢

البؤس يناسبني أكثر...



يستغرق الأمر بضع ثوان فور استيقاظك كي تعيد إدراك تفاصيل حياتك المزرية...
بضع ثوان أخري لتتذكر أنك استغرقت في النوم هرباً من ذلك الواقع ، و بضع ثوان أخري كي تدرك أنك ستنام مجدداً...
في الواقع ، ذاك النمط من البؤس يناسبني أكثر ، أجد نفسي فيه ، إنه يلازم الفاشلين رغم أني لست بهذه الدرجة من الفشل ، لكن لو كان بيدي الاختيار لاخترته ، صدقاً...
إن في الفشل سحر لا يفهمه سوي اليائسين من كل شئ في هذا العالم ، لا يفهمه إلا الذين فقدوا استمتاعهم بكل شئ و أي شئ...
أعني أنه حين يستسلم المرء في النهاية لفكرة كونه بائساً إلي الأبد تصبح الأمور أكثر وضوحاً و الأفكار أكثر ترتيباً ، ولا تسألني كيف يحدث هذا...

فقط أنا لم أجد الطموح يوماً يناسبني ، الكلمة وحدها توحي لي بشباب متحمسون وسماء يرتدون البذلات السوداء الأنيقة ، و أنا أمقت الحماس الزائد لأنه يفسد كل شئ ، كما أنني لا أجد الوسامة صفة رجولية إلي حد ما...

دعك من أنني لا أحب ارتداء البذلات السوداء الأنيقة... 




الاثنين، ٦ فبراير ٢٠١٢

ولا أي حاجة...



أنا أكثر كفاءة في التواصل من خلال الكتابة ، ربما لأنني أجد الوقت الكافي لانتقاء تعبيراتي بدقة ، و الوقت الكافي للتأكد من أنني لن أندم علي أنتقائي لتلك التعبيرات ، و الوقت الكافي للتأكد من أنني لن أندم علي ندمي لانتقاء تلك التعبيرات...
لكن المشكلة أنني صرت مؤخراً فارغ الفكر للغاية ، فارغ أكثر من الفراغ ذاته ، أعني أنه ربما مازال بداخلي الكثير لكني صرت فجأة غير قادر علي التعبير ، لا كتابة ولا كلاماً...
ولا أي حاجة خالص...
الآن ، و الآن فقط ، أدركت أن حقيقة الألم تكمن في صعوبة التعبير عن الألم...
Share |