الأربعاء، ٢ يونيو ٢٠١٠

...المصدر الرئيسي لعدوي التنازلات

لا أعلم ما هي فكرة الناس عن الانبساطية ولا أريد أن أعلم...
ببساطة صار الأمر يدعوا للتقزز...
فالشخصية الانبساطية كما يعرفها العلم هي الشخصية المرحة الكثيرة التعامل
مع الناس و التي تجيد أساليب الاتصال الاجتماعي ، بالتالي تعريف الشخصية
الانبساطية يحوي مفاهيم يختلف تأويلها من مجتمع لآخر و من ثقافة لأخري...
و حاليا فإن مفهوم الشخصية الانبساطية في ثقافتنا كمصريين (الشخصية
المتقنة لفنون النصب و التحوير و التحايل و المجاملة و التقرب من أجل
المصلحة الشخصية ، يندرج كل هذا تحت قائمة فنون النفاق)...
فالحقيقة أن النفاق ما هو الا نوع آخر من النصب علي المشاعر ، يمكن
تسميته بالنفاق الاجتماعي شاملا المجاملات اللزجة الزائفة...
إن المشكلة تكمن في الارتباط الشرطي المتكون لدي بين المجاملات و بين
النفاق...الأمر ليس بيدي ، فقد صرت لا أطيق مجاملة من أحد إلا و شعرت
بعدم صدقها ، فهي مشكلة نفسية قبل أي شئ...
أيضا من أين يحق للأخرين تصنيفي كشخصية منطوية بدون إعادة النظر في
الحقائق المعروفة...الحقائق التي انطبعت في أذهاننا عن أن المصري مهما
بدر منه فهو (ابن بلدي و أحسن من بلاد تانية كتير)...
هل ابن بلدي يستغلني ؟
هل ابن بلدي يعرفني لأجل مصلحته الشخصية فقط ؟
هل ابن بلدي يجازف بدينه من أجل المال؟
هل ابن بلدي مقتول ضميره ؟ و منذ متي و ما السبب ؟
----------------
توجد نظرية في علم نفس التعلم تؤكد علي أن الدوافع و الممارسة و النضج
هما الشروط الأساسية لحدوث التعلم...
و تأخذ الممارسة صورا من أبرزها التكرار و التعزيز...حيث أن التكرار ليس
شرطا كافيا لتعلم مهارة ما دون وجود معززات لتحسن الأداء و أكتماله...
---------------
لم يضع العلم في حساباته أن تكون المهارة المتعلمة هي ظاهرة اجتماعية
سلبية تنطوي بداخلها كوارث ، و أكبر كوارثها هي تأقلم المؤثر و المتأثر
بالظاهرة معها...
فالإنسان دائم التعلم لا يختلف عن الطفل سوي في ماهية البيانات الواردة
إليه...فحينما يري الموظف المستجد هذا و هذا يرتشي و هذا ينهي أموره
سريعا عن طريق شبكة علاقاته المتكونة من المجاملات و ما شابه ، يقوم لا
إراديا بتطبيق عملية التقليد التي يطبقها الطفل الصغير تجاه أفعال الكبار
و المحيطون به ، خاصة و أن الموظف المسكين محاط بالتعزيزات التي تجعله
يكرر فعلته مرة بعد مرة...و لن يكون الأمر صعبا ، فالنفس أمارة بالسوء
بطبيعتها و تمثل أكبر مصدر للتعزيزات ناهيك عن البيئة المحيطة به و التي
قد تجبره علي فعل مالا قد يخطر بباله يوما...
و المصيبة التي واقع بها هي أنني لم أتقألم بعد ، بعد كل هذه السنين من
التنشئة داخل مجتمع قائم علي كل ما سبق ذكره مازلت لم أتأقلم ولا أدري
السبب...حاولت كثيرا أن أصبح واحدا من الشخصيات الافتراضية المحيطة و أن
أكتسب نفس الصفات حتي لا أشعر بالشذوذ مهما كان الثمن ، لا فائدة...
فكرت أن السبب يكمن في ايماني الدائم بأن المجتمع يسير عكس المنطق و
المفروض...و هذا الشئ الوحيد الذي لم أستطع تغييره ، أن تمارس الخطأ و
أنت تعرف أنه خطأ...هذا أصعب ما يكون بالرغم من أننا نفعل ذلك في مواقف
كثيرة و لكن ليس بهذا التركيز و الإفراط الذي تمارسه الشخصية
الافتراضية...
فالرأي الذي أراه أنه بالرغم من كل شئ فإن الشخصية الإفتراضية في أصلها
ليست انبساطية...إنها تفعل كل ما يتاح لها من أجل مصلحتها الخاصة و من
أجل إشباع حاجاتها و رغباتها ، فكيف لها أن تكون شخصية انبساطية متفاعلة
مع المجتمع بينما يكمن هدفها الأساسي في امتصاص الفرص لمصلحتها
الفردية...
لذا أقولها و بإيمان تام...
لست شخصية انطوائية أو منعزلة أو متكبرة...أنا شخصية بحثت عن العناصر
الصالحة لتجدها بنسب متفاوتة في قلائل ، هكذا يمثل هؤلاء القلائل أقرب
الناس لي...
هم الفئة التي استطاعت تفهم الكلمات الصريحة الناقدة...
الفئة التي تنظر لك نظرة جدية ولا تهوي استغلالك ولا تعاملك الا لذاتك...
في النهاية لست الا بشرا يخطئ كالجميع و ليس الكلام معمما و لكنه يعبر عن
وجهة نظر تمثلها خبرتي في التعامل مع بعضهم...فإذا كنت متسامحا الي هذا
الحد مع (ابن بلدك) مهما فعل فهذه مشكلتك...
لكنني لست متسامحا إلي هذا الحد...

10 التعليقات:

Unknown يقول...

مش عارفة اقرا بوستاتك

شكلك دماغ بس عينى بتوجعنى اوى اوى

اما تغير الخلفية او تتقل الخط شوية احسن كدة انا فى الضياااااااااااااااااااااااااع

Unknown يقول...

إنجي...
علي كل حال أنا هغير الخلفية و الديزاين كله قريب ان شاء الله...
لكن حتي ذلك الحين تقدري تكبري الخط عن طريق الضغط المستمر علي CTRL و تحريك بكرة الماوس...
لكي تحياتي و أكثر...

أنا - الريس يقول...

السلام عليكم .. اعتقد ان المرة دي إن المقال علمي قح إلا من بعض التعبيرات كابن بلدي .. والشخصية الانسانية بطبعها فذة .. متفردة .. وقد قلبت في كتيب اسمه تقريبا تحليل الشخصية وفن التعامل معها .. الشخص الطبيعي يملك العشر شخصيات التي أوردهم الكاتب في كتيبه .. وكل صفة لها صفة مضادة .. فان طغت احداهما علي الأخري ظهر خلل واضح سواء كان الظهور للصفة الأفضل أول الأسوء .. فزيادة أي منهما يؤدي إلي خلل ..

وكان أنواع الشخصيات في الكتيب كالتالي :
- الشخصية المرتابة
- الشخصية الساذجة
- الشخصية القاسية
- الشخصية العطوفة
- الشخصية المستسلمة
- الشخصية العدوانية
- الشخصية الانطوائية
- الشخصية التجنبية
- الشخصية جاذبة الأنظار (الهستيرية)
- الشخصية المعجبة بذاتها (النرجسية)


تحياتي وشد حيلك في الامتحانات

Unknown يقول...

سيادة الريس...
البوست مش علمي للدرجة...أنا بس كنت عايز أثبت ان الوكسة اللي البلد فيها-أيا كانت الوكسات كتير-سببها التكرار و التعزيز ، يعني تكرار الغلط من كذا طرف بيكون تعزيز لمزيد من التكرارات...الكلام ده أنا كتبته علي افتراض ان الشخصية المصرية أصبحت عديمة الإرادة و بتنساق مع التيار أيا كان نوعه ، تافه كان أو هام...
ولو اتبعنا كلام الكتاب اللي قريته هنلاقي ان الأنواع السلبية طغت أكتر من مضاداتها...
علي كل حال الاسلام حدد موقع المسلم من مقياس الشخصية من زمان...الإسلام دين الوسطية لا متشدد ولا متسيب...
دمت بكل ود و ألف شكر علي المعلومة الجميلة...

غير معرف يقول...

البوست فيه كلام كبير
انا مش بحب الشخصيه الانبساطيه دى
مش عارفه بيجيلى منها خنقه
هى شخصيه من وجهه نظر مزعجه وحشريه
مش عارفه اقول رايي زى ماانا فاهماه مضطربه شويه
ليا تعليق تانى
عاوزه اسألك على حاجه بس مش عاوزه اكتبها فى التعليق
بس فعلا محتاجه اسأل عنها

Unknown يقول...

الشوكة الناعمة...
الشخصية الانبساطية كما يعرفها العلم ليست بالشخصية السيئة علي الإطلاق بل بالعكس دي من المفترض أنها تكون الشخصية الخيرة اللي بتعامل الناس بذوق و بتعرف تتفاهم معاهم ، لكن مفهوم الشخصية الانبساطية بيختلف وفقا للثقافة أو الوسط الاجتماعي ، لذا و نتيجة لما أرمز له ب(الشخصية الافتراضية) كإشارة للشخصية السائدة في المجتمع المصري حاليا...أصبح مفهوم الشخصية الإنبساطية في مجتمعنا كما ذكرته في البوست ، و من هو غير ذلك فينبذه المجتمع...
من غير ما تحاولي تفهميني أنا عارف عايزة تقولي ايه عن الشخصية الانبساطية...
و كما هو الحال الاميل موجود في البروفيل في حال وجود أي أسألة أنا تحت أمرك بإذن الله...
لكي تحياتي و أكثر...

richardCatheart يقول...

جميل كالعاده بس جماله انك فصصته المرادى بمزلج
مش هانختلف على سوء الشخصيه الانبساطيه
ومش هانختلف ان مهما كان ابن بلدى ماسمحلهوش بمد ضرر الشخصيه دى ليا ولغيرى كمان
بس اللى عايزه افهمه ايه وجه الارتباط بين الشخصيه الانبساطيه والاجتماعيه انا شايفه ان الاتنين ان اشتركو فى نفس الصفات فرضا بس المضمون مختلف ومش واحد

بالنسبه لكلامك عن تغير شخصيتك لالالالا
انت مش محتاج ومتوجعش دماغك اللى مش عجبو هو يتغير
الانطوائيه نسبيه حسب كل واحد ماشايفها بعينه ازاى


تحياتى يا كرستيان يادكتورنا النفساوى

Unknown يقول...

ريتشارد...
أبدا و الله دانا كنت بكتب بدافع شخصي أكتر منه دافع علمي ، يعني التفصيص ده جه من وجهة نظر شخصية مش علمية بدرجة كافية...
جايز فعلا أكون ظالم لو قارنت الشخصية الافتراضية بالشخصية الانبساطية...بس أنا زي ما بقولك بقول الكلام ده بدافع من خبرتي الشخصية اللي للأسف مكانتش خبرة سارة أوي...
و للأسف اتكون عندي ارتباط بين الشخصية الانبساطية بتعريفها في مجتمعنا و بين الشخصية الافتراضية اللي فيها الخير و الشر...و السبب اني مشفتش غير جانب الشر للأسف...بس مين عارف مش جايز أتحول ف يوم لشخصية افتراضية...
حاليا موصلتش لدرجة اليأس...بس خوفي تحت الضغط أتخلي عن كل حاجة و أتغير...أنا مش كويس و مش وحش ، بس أنا عايز اكون متوسط مش أكتر...
لكي تحياتي و منوراني دايما ريتشارد...

basma bahaa يقول...

تحاول تتاقلم عشان متحسش انك شاذ؟! مينفعش يا حسنى انت صح ومتتخلاش عن موقفك دا ابدا..لو مقدرتش تغيرهم اقله انت متتغيرش
انا قلقانه والله لا القط منهم فيوم م الايام
ربنا يثبتنا

آخر أيام الخريف يقول...

يااااااااااه... ده انت لخصت مأساتى بالضبط :)))

Share |