الأربعاء، ١٩ سبتمبر ٢٠١٢

المناقشة التي لم تكن يوماً كذلك...




تلك العملية الغامضة المسماة بالمناقشة ، إنني حتي الآن لم أفهم ماهو كنه المناقشة تحديداً ، هل تعني البحث عن حلول لمشكلة ما ؟ لا أظن...
علي الأقل في بلد كهذا...
إنك تسمع عن ندوة تقيمها جمعية "الركض خلف ظلال المستقبل" او ما شابه لمناقشة أمر ما يخص الشباب ، هل سبق ان خرجت من تلك الندوات بحل ما لهذه القضية ، فكرة واقعية يمكن تنفيذها ؟ إن الامر لا يزيد علي ذكر المشكلة ذاتها ، مع بعض التحسر و المقارنة بين بلادك و الغرب ، بالإضافة لبعض من "يجب علينا أن..." ، ثم تخرج من الندوة مفعماً بالأمل في غد أفضل ، شاعراً أن البذلات الأنيقة التي يرتديها هؤلاء الرجال تدل علي أنهم يدركون ما يفعلونه حقاً...
ما الذي غيرته المناقشة إذن ؟ و اين المناقشة أساساً في ندوة لا يتحدث فيها سوي الجالس فوق المنصة ؟!

ذلك الوصف اللعين الذي تجده اسفل عناوين فئة معينة من الأفلام المصرية : الفيلم يناقش قضية التحرش ، يناقش قضية الشذوذ ، يناقش قضية الزواج العرفي ، إنها الكلمة التي يدسونها دساً لتجميل هذه النوعية من الأفلام حتي صارت كلمة المناقشة وحدها تحمل لي طابعاً مثيراً...
و كالعادة لا يقدم لك الفيلم حلاً واحداً يمكن الإمساك به ، أنت تشاهد بعض اللقطات المثيرة للغرائز محاولاً إقناع ذاتك أن المجتمع صار بهذا الإنحطاط حقاً ، لذا فإن ما تشاهده الآن لا يفترض أن يكون شاذا أو غريباً ، إنهم يفعلون ذلك في كل مكان هذه الأيام...
إذن بالله عليك ما هي نوعية تلك المناقشة المتمثلة في بعض المشاهد الإباحية ؟ في الواقع لو كانت المناقشة بهذه السهولة لانتظرت الإمتحانات بفارغ الصبر ، إنهم يأتونك دائماً بتلك الكلمة اللعينة في سؤال ما...
ناقش كذا و كذا حينما قام فلان بعمل كذا و حين لم يقم بعمل كذا و حين كان من المفترض به أن يقوم بكذا...
لماذا لا يقولون ببساطة ناقش الفصل كذا من الكتاب و انتهي الأمر ؟ إن السؤال الذي يبدأ بهذه الكلمة المزعجة لابد و ان يعني دائماً أن تفرغ كل ما بذاكرتك عن هذا الفصل المنشود من الكتاب...
أين تلك المناقشة إذن حين لا تعني شيئاً سوي أن تتقيأ ما بداخل ذاكرتك علي الورق ؟!
الأمر الذي أخجل من قوله ان هذا المقال وحده قد يكون مناقشة ، مناقشة المناقشة ، لأننا كالعادة لن نخرج منه بنصف شئ مفيد...
لقد بدأت أظن يقيناً-ولا تسألني كيف-أنني سأموت قبل أن أدرك المفهوم الحقيقي للمناقشة ، ولا أتوقع من أحد العلماء أن يقدم ذات يوم تعريفاً موضوعياً للمناقشة ، لأنه قبل أن يفعل ذلك سيحتاج للكثير و الكثير من المناقشة...

9 التعليقات:

غير معرف يقول...

حقيقي سيدي كلامك...بطريقة "مؤلمة" ..
لسنا سوى ثرثارون..نرثي على حالنا ونشتكي ..مثيرين للشفقة..
اتمنى يوم نبطل مناقشة ونخش ع الافعال عشان يمكن بقالنا نص قرن نتناقش ونحلل وندور ع حلول ..
تحياتي

مصطفى سيف الدين يقول...

عشرة على عشرة يا حسني
لايك كبير

Ramy يقول...

أنت بتناقشنا بقى يا عم حسنى

(:

طيب

بس عندك حق بس على فكرة دة مفهم المناقشة عندنا أحنا هنا كدة

بس فى دول تانية المناقشة ليها أهميتها و ليها دورها فى الأرتقاء بالأوضاع

و حل المُشكلات

بس جامدة

يعنى اهوا بتكتب بدون ضغط الأمتحانات

بتضحك عالينا يعنى ها

(:

حنعيش يعنى حنعيش يقول...

تحياتى لابداعك ..
زائر جديد سيصبح زائر دائم

Israà A. Youssuf يقول...

تصدق أنت صح.. أنا عمري مافكرت في الكلمة بالطريقة دي..

كلامك بييجي على الجرح جامد..

فافى يقول...

حقيقى انا دايما شايفه ان اى مقال او فيلماو قعده حتى على القهوه لازم نخرج منها بحاجه مفيده والا ملهاش اى لازمه وتبقى كلام على الفاضى حتى بوستاتى بتضايق اوى لما بحس ان اى حد ممكن يقراها ومش هاتضيف له جديد
لكن ارجع واقول اننا كلنا بنقع فى الفخ ده :)
تحياتى

غير معرف يقول...

علي الاقل يكونوا الافراد محترمين بالقدر اللي يخاليهم قادرين يسمعوا بعض ويناقشوا بعض حتي لو مش خرجوا بحلول بس في فرصة حقيقية لاحترام رغبة الاخر ف انه حابب يتناقش

عبده يقول...

وبعدين في حكايه الناقشه دي بس لاااااااايك

غير معرف يقول...

موضوع ملفت للنظر انك تتأمل كلمه زى دى احنا بنستخدمها كتير دون وعى والمقال عجبني بس عندى تعقيب عليه بس ان صوابعك مش زى بعضها فى فعلا مناقشات بتتطلع منها فى الاخر بحل للمشكله او بناتج بس الاغلبيه زى مانت قولت كده للاسف بالذات فى السينما بيظهرلك الاحنطاط والتدنى اللى موجود فى المجتمع فى مشكله معينه مش بيقدم حل ليها

Share |