الاثنين، ١٤ نوفمبر ٢٠١١

نهايات مأساوية لابد منها...


كانت العرائس في البداية تفي بالغرض ، مجرد دمية بسيطة كانت كافية لتطير ابنة اخته فرحا...
لكنه الآن في حيرة من أمره ، فاليوم عيد ميلادها ، و عروسة أخري في مناسبة كهذه كانت لتبدو هدية تقليدية للغاية...
راودته فكرة الحيوانات الأليفة لكنه كان متيقنا من رفض امها لهذا النوع من الهدايا ، لكنه جازف بشراء قطة منزلية علي كل حال ليضع أخته أمام الأمر الواقع ، ببساطة لأنه لا توجد هدية أخري تصلح لفتاة صغيرة في مناسبة كهذه ، ربما كانت الشوكولا تصلح لكنها تذكره بزوجته السابقة التي دفعها الاكتئاب لتناولها بشراهة ليزداد وزنها بعد ذلك بصورة مخيفة...
لا ، هو لن يفعل ذلك بهذا الملاك البرئ...
لم يتصور أن تفرح الصغيرة بالقطة إلي هذه الدرجة التي تدفعها لتجاهل ألعابها القديمة تماما و حتي الهدايا الجديدة التي لم تمس أغلفتها من الأساس ، ربما لأنها تعلم ما بداخلها مسبقا ، الكثير من العرائس المملة المبتسمة في سماجة و استفزاز ، هذه لعبة جديدة تنبض بالحياة ، شئ جديد يستحق العناية و التمشيط ، فلتسقط الشعور الصناعية الشقراء...
بالطبع تمر الأيام و تزداد الصغيرة ارتباطا بلعبتها الجديدة ، و مالم يخطر ببال صاحبنا أنه حتي القطط تتوقف ذات يوم عن التصرف كالقطط ، و تصبح عرائس أخري ساكنة مملة...
ربما أدرك ذلك حين طرقت باب منزله في ليلة ممطرة ، ليجدها أسفل شرفته بمنامة التصقت علي جسدها من شدة البلل حاملة في يدها جثة القطة ، و علي وجهها أسوأ تعبير قد تراه علي وجه طفل ، هذا أكثر المشاهد مأساوية في حياته ، و الأسوأ أنه كان سببا في حدوثه...
بالطبع لم يفكر حينها سوي في إعادتها للمنزل بأسرع ما يمكن قبل أن تشعر أمها و تخرب بيته...
و في مرآة السيارة حانت منه التفاته نحو ذلك الجمال البائس ذو الشعر الناعم المبتل ، لم تكن تبكي لكنها كانت تصدر أنينا خافتا في داخلها و هذا أسوأ ، الأطفال لهم الحق في الصراخ وقتما شائوا فلماذا لا تستغل حقوقها تلك الحمقاء ؟!
-لماذا أنت حزينة هكذا ؟ لا تقلقي ، سأعيد إحيائها من أجلك.
نظرت نحوه قائلة بصوت مبحوح...
-كيف ؟
-كالعرائس بالضبط ، و ماذا كنت تظنين القطط غير انها عرائس أخري متحركة ؟
هكذا مدت يدها نحوه بالجثة فقال محاولا عدم إظهار اشمئزازه...
-ضعيها أسفل مقعدك و سأتولي أمرها غدا.
هكذا سكنت في غير اقتناع ، لم تكن كلماته مرضية لها بالطبع لكنها علي الأقل كانت كافية لجعلها تستسلم للنوم أخيرا...
بالطبع لم ينس في طريق عودته إلقاء القطة في اقرب صفيحة قمامة ، ليشتري لها صباح اليوم التالي قطة تشبه السابقة تماما ، و كان هذا كافيا...
هكذا قام لأجلها بإحياء أكثر من أربعة قطط علي مدار سنة كاملة ، و مالم يخطر ببال صاحبنا أنه حتي الفتيات الصغيرات تتوقف ذات يوم عن التصرف كفتيات صغيرات ، تتوقف عن تصديق أكاذيب الكبار ، لابد لها من ذلك...
ربما أدرك ذلك حين دق جرس هاتفه ذات ليلة ليجدها علي الهاتف ، تطلب منه في براءة أن يأتي بسرعة لأن أمها صارت عروسة أخري ، و لكن كبيرة بعض الشئ...
الآن فقط أدرك لماذا يصر الناس علي الدمي كهدايا للأطفال ، لأن الدمي مهما مر عليها الزمن لا تتوقف عن التصرف كالدمي...
-هل بإمكانك إصلاحها مثل القطط يا خالو ؟

7 التعليقات:

غير معرف يقول...

أحببت أسلوب السرد المتماسك ، وبراءة الحدث .. استمتعت بهذه الكتابة التي جعلت صباحي أكثر عذوبة

تحياتي لك

Hagar Elshimy يقول...

رائعه هى تلك القصه ..
بالرغم من عدم رضائى على أن تكون تلك الروح المسالمه (القطه ) لا حول لها ولا قوه فى عبث الأطفال .. ربما يؤخذ هذا على الكبار ..

ولكن أى طفل هذا الذى يجول الطرقات بقط ميت لتذهب إلى (خالها ) وحيدة ليلاً ..
ولا تعلم ما الذى أصاب القطه ..

هى نهايات مأساويه لكن ربما نستطيع تفاديها ان لم تصدر من مريض عقلى :) ..

تحياتى ..

Ceth2000 يقول...

أكثر من رائعه خصوصا طريقه السرد بالتوفيق دائما

candy يقول...

فوق الرائعة ..

هل يصمد خداعنا أماما لبراءة ؟؟

خالص تحياتى

غير معرف يقول...

قصة في منتهى الجمال
عينيا ذرفتا الدموع ولم ...

غير معرف يقول...

راااااااااااااااائعة

غير معرف يقول...

اقشعر جسدي يا هذا
خلينا نجيب هدايا عرايس دايما احسن وخليها امور مملة
احكيلك خليها مسلمات .

Share |