الأربعاء، ١٧ أغسطس ٢٠١١

هكذا تسير الأمور معي...



السر في الموضوعية...
و لطالما كنت أقول هذه العبارة لنفسي و مؤمن بها ، فما هي الموضوعية ؟
الموضوعية هي مصطلح تعلمته خلال دراستي لعلم النفس ، و يعني باختصار "ألا تسمح لآرائك و تحيزاتك الخاصة بالتأثير علي نظرتك للحالة التي تقوم بتشخيصها أو للقضية التي تقوم بدراستها بوجه عام" ، و قد كان هذا يروقني إلي حد كبير و يناسبني ، و السبب أنني فعلاً بطبيعتي لست متحيزاً نحو شئ بعينه ، أعني أنني حتماً أمتلك آرائي الخاصة و معتقداتي الراسخة ، هذه الأشياء هي خط أحمر بالنسبة لأي شخص طبيعي ، و لكن ما أقصده أنني اعتدت دائماً تنحية كل تحيزاتي الخاصة جانباً حين أنظر لشئ ما لا يتفق مع شخصيتي ، مثلاً حين أري شخصاً تافهاً للغاية ، أو شخص متحمس للغاية بطبيعته ، أجدني لا إرادياً أتخيل نفسي مكانه ، أمحو حياتي كلها لبضع دقائق و أتخيل شكل حياتي لو أنني محله ، أتخيلني في ذات الموقف الذي هو فيه الآن ، و شعوره نحو هذا ، و أحاول أن أكون عميقاً قدر الإمكان...
و برغم ذلك فإنني أتسائل بعدها ، هل تدخلت شخصيتي الخاصة بي في هذا ؟ هل رؤيتي له الآن ناتجة حقاً عن نظرة موضوعية خالصة ، أم ناتجة عن استغرابي من تفاهة هذا الشخص بينما أنا لا ؟
و الآن أنا أتسائل عن جذور هذا الأمر برمته ، هل ما أفعله شئ صحيح أم لا ؟ هل هذا ما يفعله الجميع حقاً أم أنني جزء من قلة تفعل هذا ، أذكر أنني في صغري كنت أتسائل دائماً "هل يسمع الجميع الأصوات كما أسمعها ؟ هل يرون العالم كما أراه ؟ ربما أكون مصاباً بنقص في الرؤية أو السمع ، من يدري ؟ هذا محتمل"...

8 التعليقات:

hend anwar يقول...

ممممممم


انا نفسى ساعات بحط نفسى فى موقف معين مش لياا لحد تانى وبعيشه وببعد حياتى الخاصة خاالص ..

sabry abo-omar يقول...

طبعا شخصيتك بتتطغى فى كل شئ وفى رؤيتك للامور جميعا.. الشخص اللى بتعتبره تافة دى مجرد وجهة نظرك الشخصية وكمان المتحمس والمهيبر برضو دة رئيك الشخصى..أما فكرة تقمصك دور الأخرين لمحاولة الاحساس بيهم هايعملك انت شخصيا مشاكل نفسية بعد فترة..للاسف الحل الامثل انك تتحول لمجرد ألة بلا قلب أو إعتبارات شخصية خالص وتنفذ العلم اللى فى الكتب .. فكرة إنك تعيش مع الاخرين بقلبك واحساسك للاسف ولو انه شكله انسانى لكن مش بيفيد اى من الطرفين.. ووفر رؤيتك واحساسك لحياتك الشخصية.. للأسف هو ده اللى بيتعلموا الطبيب فى اول باب فى كتب الطب

Mona يقول...

أنا مع الدكتور صبرى بس يجب أن يكون هناك ولو قدر قليل من الأنسانية فى بعض الحالات الخاصة جدا -

mrmr يقول...

الشخص المرهف المشاعر و الطبيعى ذوالقلب الابيض النقى العادل فى الامور دائما يضع نفسه محله الاخرين لكى يلتمس لهم العذر وبهذا لا يكون قد جنى عليه بل اعطى له ما يستحق من معامله فكثيرما اجد نفسى افعل ذلك لكى لا اظلم احد ولا اتجنى على احد

Unknown يقول...

sun of freedom...
طب خير خير يعني انا مش مجنون :)))

Unknown يقول...

د.صبري...
تصدق فعلاً اللي غاب عن بالي ان نظرتي كلها من البداية نابعة عن عدم موضوعية ، طب انا اش عرفني فعلاً ان الشخص تافه ولا مش تافه مانا معرفوش عن قرب كويس...
و ده اللي هايجنني معني كده ان صعب جداً و شبه مستحيل البني آدم مننا يكون موضوعي من غير مساعدات خارجية بعيداً عن وجهة نظره الشخصية...

Unknown يقول...

مدام مني...
بيتهيألي في مجال الطب بشكل عام مفيش مشكلة لو كان في قدر من الإنسانية في التعامل مع الحالات الصعبة ، لكن في الطب النفسي تحديداً لازم الطبيب يكون زي ما بيقول دكتور صبري آلة بلا قلب ، يعني آلة تشخيص و بس ، بعيداً عن أي نظرتك الخاصة للحالة...
عارفة أول حالة هستيريا عالجها فرويد استلمها من طبيب تاني ترك الحالة لسبب بسيط لكن خطر جداً ، إن المريضة لما حست ان الطبيب ده بيساعدها بدأ يظهر عندها عشق تحولي ، و بكده علاقة المريض بطبيبه اختفت و حلت محلها علاقة تانية ، و ده غلط تماماً و مش في مصلحة المريض تماماً ، لازم الطبيب يحافظ علي مدي العلاقة اللي بينه و بين المريض مهما حصل...

Unknown يقول...

مرمر...
بالظبط و ده اللي انا اكتشفته دلوقت ، ان فعلاً الموضوع من بدايته غير دقيق ، يعني انا ازاي قدرت احكم علي البني آدم ده انه كذا أو كذا من غير ما اعرفه عن قرب ، فعلاً الموضوعية دي شئ صعب جداً...

Share |