الإسكندرية..
الواحدة
بعد
منتصف
الليل..
يقف
د.شادي
في
شرفة
غرفته
بأحد
الفنادق
المتواضعة
،
محاولاً
الاستمتاع
بأكبر
قدر
من
هواء
الاسكندرية
المنعش
رغم
أن
الشرفة
لا
تطل
سوى
على
شارع
ضيق
للغاية..
لا
شئ
قد
يعكر
صفوه
في
مثل
هذا
الجو
،
لا
شئ
على
الإطلاق
،
لا
شئ
سوى
رجل
كهذا
المستند
على
عمود
النور
منذ
ساعة
مضت
تقريباً
،
هل
يعقل
أنه
مازال
في
نفس
موضعه
منذ
خرج
للشرفة
قبل
قليل
؟!
المشكلة
أنك
حين
تصبح
متورطا
في
خضم
أمر
ضخم
فإنك
بالتبعية
تضخم
من
شأن
كل
أمر
تافه
يصادفك
،
ما
المزعج
في
أن
يقف
أحدهم
أسفل
شرفتك
لا
يفعل
شيئا
سوى
التحديق
إليك
و
كأنما
يخبرك
عمدا
بوجوده
لأجلك
؟!
تعلم
؟
في
أفلام
الجواسيس
المبتذلة
،
يهبط
البطل
الواثق
بنفسه
من
الفندق
لاستدراج
متتبعه
إلى
مكان
مهجور
يمكنهم
فيه
العراك
سويا
،
يقتل
البطل
متتبعه
ليمسكه
بعد
ذلك
من
ياقة
معطفه
مستفهماً
منه
عمن
أرسله
،
ثم
يرحل
ضجراً
للغاية
متحسراً
في
سره
على
تلك
الأيام
التى
كان
يجيب
فيها
القتلى
على
تساؤلاته !
و
لكن
ماذا
لو
لم
تكن
البطل
هنا
؟
ماذا
لو
كنت
صديق
البطل
؟
صديق
البطل
يموت
دائما
كالمغفل
في
منتصف
الفيلم
و
أحيانا
في
بدايته
،
سيداهمك
ذاك
الرجل
في
ثقة
عند
ذلك
الزقاق
المظلم
،
ستثقل
خطواتك
فجأة
،
و
سيزداد
تنفسك
صعوبة
،
و
في
ثوان
ينتهي
كل
شئ
،
ثم
لا
يذكرون
اسمك
ثانية
حتى
تتر
النهاية
لانشغالهم
بإنقاذ
العالم
من
قبضة
الشر...
لا
،
هو
لن
يخطئ
كالباقين
،
لن
يكون
صديق
البطل
الذي
يموت
دائماً
ليترك
فضل
القضاء
على
الأشرار
للبطل
،
سيكون
هو
البطل
هذه
المرة...
هكذا
دلف
د.شادي
لغرفته
في
هدوء
تام
و
عاد
بعدها
بثوان
ليجد
الرجل
مازال
محدقاً
نحوه
أسفل
ضوء
العمود
الأصفر
الكئيب
،
أخرج
مسدسه
البارد
الذي
لم
يستخدمه
يوماً
من
جيب
معطفه
ثم
وجهه
نحو
الرجل
متسائلاً
بداخله
عن
السبب
الذي
يمنع
أكثر
مخرجي
هوليوود
احترافاً
من
ابتكار
مشهد
بديل
و
موجز
كهذا...
و
التزاما
منا
بالابتذالية
فحتماً
تعلم
أننا
سنتوقف
عند
هذه
النقطة
دون
إخبارك
بما
حدث
تحديداً
لنعود
إليها
في
النهاية
و
نخبرك
كم
أنك
أحمق
ساذج
،
شخصياً
لا
أفهم
الحكمة
من
وراء
ذلك
لكنه
يمنحني
شعوراً
بالاحترافية
،
ما
المثير
أصلاً
في
رواية
بدأت
بقتل
شخص
لا
تعرفه
؟
أنا
نفسي
لا
أعرفه !