الألم ، هو أصل الحياة...
لابد لكل ميلاد من ألم ، لابد لكل
مجرة من انفجار عظيم...
كلنا حاولنا الإنتحار في فترة
المراهقة ، لسبب ما ، و ليست الهرمونات اللعينة دائما هي السبب...
ربما كانت المشكلة في أننا لم ندرك
جوانب الحياة كلها بعد ، ظننا الحياة قصرا مسموح لنا باللعب في جميع أروقته ، و
حين قابلنا الأبواب الموصدة أصبنا بخيبات الأمل...
خيبة الأمل الأولي دائما طعمها مر
للغاية ، لأنك حين قررت اتخاذ الأمور بجدية للمرة الأولي في حياتك ، اكتشفت ان
الحياة نفسها لا تتخذك بجدية ، و أنك مازلت لا تعلم أي شئ عن فتح الأبواب المغلقة...
يخيل لي أنه لو ظل فرويد حيا لعدة
سنوات اخري لطور تقسيمه لمراحل تكوين الذات ، و ماكان اكتفي بنظرية الغرائز ، لأن
الإنسان أكثر من مجرد غرائز ، إنه نظام نفسي يتطور بمرور الوقت ، و كل مرحلة نمر
بها هي ميلاد جديد ، و حياة تختلف عن سابقتها...
أنت في الثلاثين لست ذلك المراهق في
العشرين ، و في العشرين لم تكن ذاك الصبي في العاشرة ، و في العاشرة لم تكن هذا
الطفل في الثالثة...
و كل مرحلة لها آلامها ، و صدقني لا
يقتصر البكاء علي يوم ولادتك فقط ، في كل مرحلة ستتألم ، في كل مرحلة ستبكي ، في
كل مرحلة ستولد من جديد...