الخميس، ٧ يوليو ٢٠١١

مشاعر فريدة من نوعها...



ذات يوم قرصتني تلك الحشرة الغريبة علي ساعدي ، حشرة لم أر مثلها من قبل...
و لكن منذ متي كانت الحشرات كلها معروفة ، إنني لست خبيراً في علم الأحياء كي أدقق في مثل هذه الأشياء...
و كعادة كل القرصات فقد احمر موضعها ، و تركت علامة واضحة كقرصات الباعوض ، لكنها ظلت فترة أطول من المعتاد ، ظلت أياماً ، بل و أسابيع و العلامة تزداد اتساعاً و وضوحاً و ألماً ، و صارت صلبة أقرب للحجر...
لم أذهب لطبيب ، بل و لم أفكر في ذلك ، لست من هذا النوع الهستيري الذي يذهب لطبيب لمجرد أن لديه (واوا) ضخمة بعض الشئ...
بعد أيام اتخذ الأمر منحني آخر ، منحني لا يقتضي الذهاب لطبيب بل لجنايني !!
لقد نبتت العلامة الحمراء علي ساعدي ، و ظهر من قمتها برعماً صغيرأ أخضر اللون يشبه بالضبط ذلك الذي ينبت في أفرع الشجر ، كان الأمر غريباً و مخيفاً لكنه أثار اهتمامي بذات الوقت ، هل أعرضها أمام الناس و أدخل بها موسوعة جينيس ؟ لا ، سيكون الأمر سخيفاً ، و سأبدوا كأنني وغد آخر يسعي للشهرة ، هل أنتزعها بملقاط ؟ لا ، أنا لا أريد ذلك حقاً ، ما المشكلة في وجود نبتة بجسدي علي كل حال ؟ لا يوجد حل إذن سوي إخفائها عن أعين الناس...
هكذا قضيت أياماً كنت حريصاً فيها علي ارتداء قمصان بأكمام طويلة ، و أنا لم أكن معتادا إلا علي ارتداء التي شيرتات ، كنت أشعر بنظرات الجميع نحو ساعدي ، كنت أغطيه دائما بيدي و كأنما أخشي علي النبتة أن تصطدم بشئ ما ، كان مظهري مريباً لكنني كنت سعيد بتلك النبتة حقاً...
لم تكن تحتاج لمياه علي الإطلاق ، و كأنها تستمد المياه من جسدي ، لكن المشكلة كانت تكمن في الضوء ، لقد بدأت في الذبول تدريجيا و أصابني هذا بالهلع ، حقاً أصابني بالهلع و كان هذا رد فعل طبيعي لم أره غريباً حينها ، فقد نمت بداخلي مشاعر غريبة تجاه تلك النبتة ، مشاعر تشبه بالضبط مشاعر الأبوة التي تنمو بداخل الرجل لدي رؤية طفله الصغير للمرة الأولي...
لم أهتم يوماً بتفسير وجود النبتة ، لم أهتم بأي شئ سوي بها ، قررت الاستقالة من عملي و الإنعزال عن العالم و التفرغ لها ، فقط لها ، و ظلت هي تنمو حتي بدأت أشعر بثقلها علي ساعدي...
لا أذكر كم مكالمة لم أرد عليها أو كم زائر لم أفتح له الباب ، لقد صرت لا أؤمن بأي حقيقة في الكون سوي تلك النبتة ، إنها أنا ، و أنا هي...
-حسناً يا سيد طارق ، هل تراها الآن ؟
-نعم.
-كم بلغ طولها ؟
-حوالي خمسة سنتيمترات.
-ألم تفكر مثلاً بنقلها لمكان آخر تكون فيه أكثر أماناً ؟ وعاء زهور مثلاً.
-لا ، إنها جزء مني بل و أهم مني.
-سيد طارق ، أنت هنا كي تتعالج من ذلك الوهم الذي تراه ، لا توجد نبتة علي ساعدك و أعلم أنه من الصعب عليك تصديق ذلك.
-ماذا تقصدين ؟
-أنت تهلوس يا سيد طارق ، و حالتك متقدمة للغاية و خطرة.
-أنت كاذبة ، تريدين سرقة النبتة مني.
-لا توجد نبتة يا سيد طارق.
-الجميع يعلمون بوجودها ، الكل يريد أخذها مني.
خلعت الطبيبة نظارتها في نفاذ صبر قائلة...
-سيكون علاج هذا صعباً.

19 التعليقات:

mrmr يقول...

فعلا يا سحس فقد اصبت اختيارك لعنوان البوست فهذه مشاعر فريده من نوعها
فى انتظار المزيد

حلم بيعافر يقول...

ممتع

روح فريدة فى الكتابة

شهرزاد المصرية يقول...

فكرة غريبة بس أنتجت قصة ممتعة
يا ترى إيه إللى حيحصل بعد كدة
تحياتى

Kem يقول...

يا عينى :(((
الحلو اوى اوى اوى انها مرة واحدة قلبت من قصة غريبة لقصة طبيعية بس متتعة اوى و صادمة .
فكرتنى بنفسى زمان و انا صغير كنت لبحب اكل البذور و كانوا بيقولولى هتزرع فى بطنك و كنت بصدق :))
تحياتى

راء يقول...

فوزيعة يا حسني

مكنتش متخيلة ان ديه نهايتها
كنت فاكراها بجد..وصدقت بحق وحقيقي :D

استمر يا فتى

علامات يقول...

بيعجبنى جدااااااا ان تكون القصه ماشيه فى طريق ونهايتها حاجه تانيه خالص :)

وانت عملت ده بحرفية فى القصة دى
استمر :)

Mona يقول...

حلوة رغم أن الواحد مش فى مود قراءة النوعية ديه اليومين دول بس علشان خاطرك أنا مش بأحب النوعية ديه من القصص - فكرتنى بقصة كانت فى كتاب مشترك لأحمد خالد توفيق وواحد تانى عن الألوان وكانت قصة الأخضر عن نباتات عملاقة وواحد مهووس برضة :)) تحياتى يارب تكون أحسن دلوقت

غير معرف يقول...

إلى صاحب المدونة.. نحن نعد سلسلة فانتازية لمنتدى التكية للنشر الورقي، وأرى قصصك مميزة جدا لتشكل عددا خاصا بك.. إن أردت أن تكون معنا رجاء مراسلتي.
http://www.altekeya.com/vb/index.php
واسمي هناك سيموز

أو على الفيس بوك واسمي إيمان الدواخلي

Sahar Elgafary يقول...

بسم الله والصلاة علي رسول الله
ينبت داخل كل منا نبتات فريده يختارها المرء منا حسب هواه ويغذيها غذاؤه الخاص..فمنا من يرويها بمياه طاهره ورغم ذلك يخفيها عن العيون لأن النبتات التي تزرع نفسها داخل الجسد مهما كانت طاهرة فهي غير شرعيه..لأن مكانها الأرض والأرض إن لم تمهدها وتحرثها وتطهرها أولا قبل أن ترويها فلن تنمو كثيرا وستذبل سريعا ...أتري كيف أنك أرتديت لها الأكمام وحجبت عنها الشمس وأعتبرتها سر يجب أخفاؤه عن العيون ولم تستطتع التباهي بهافي كرنفال موسوعة جينيس رغم مشاعرك الدافئة نحوها ...
إن الزرع سيدي يجب أن تمهد له الأرض أولا قبل أستقبال أية بذور ومهما كانت البذرة صالحه فإن أغفلت ذلك ستذبل بين يدك ..وربما تركت أثرا في جسدك تلهيك ندبته العمر تبحث له عن دواء...يالا الشقاء ..مر وحلو...صالح وطالح..خريف وربيع نعشق التناقضات نتعذب بها لأجل لحظة ربيع واحده ترميك في مشاعر فريدة من نوعها.
دام الأبداع حقا...
نسيت أن أثني علي كتاباتك في البوست الراقص عبر الجنون...وها أنا أثني عليهما معا
دمت بألف خير.

Unknown يقول...

مرمر...
مش كده بردوا ؟ :))
منوراني دايماً و متزعليش عشان مش بسأل ربنا عالم بحالي :)

Unknown يقول...

حلم بيعافر...
ربنا يخليك متشكر جداً لكلامك :)

Unknown يقول...

شهرزاد المصرية...
سعيد ان القصة عجبتك ، بس مفيش حاجة هاتحصل تاني ده بوست منفرد بذاته كده :))
نورتيني...

Unknown يقول...

أغاني الشتاء...
تصدق بقا اني كنت هاقفل البوست من غير الجزء الأخير ده :)) بس حسيت انها خيالية أوي فقولت ميصحش لازم اضيفلها حبة واقعية :)
بصراحة انا اول مرة اسمع عن حد بيحب ياكل البذور بس علي حسب :)) كمان انا بردوا سمعت ان فعلاً في حالات ممكن فعلاً البذور تنبت فيها بس في الرئة لو استنشقت بذور و دخلت ليها ، موضوع طويل يعني... :))
المهم انتا نورتني...

Unknown يقول...

مقهورة :))
لا بجد إيه ، دانتي خيالك واسع أوي :)))
مانا هستمر بإذن الله بس انتي ادعيلي احسن دماغي مقفلة بقالها شهور و حاسس اني متنح كده :))
نورتيني أوي...

Unknown يقول...

علامات...
الله يطمنك كويس و الله انها طلعت حلوة انا كنت حاسس ان الناس هاتشتمني ع النهاية دي :)))

Unknown يقول...

مدام مني...
تصدقي و الله ولا انا كان ليا نفس اكتب اساساً بس هيا الفكرة عدت علي دماغي بالصدفة و قولت اكتبها ، و يمكن لو كنت ف مود يسمح بالكتابة كنت كتبتها احسن من كده...
المهم انها عجبتك :))

Unknown يقول...

إيمان الدواخلي...
بجد و الله الدعوة دي علي اد مانا فرحان بيها علي اد مانا متدايق اني مش هقدر عليها في الوقت الحالي ، لإني للأسف مش بقدر التزم بحاجة منتظمة خصوصاً اني في الفترة دي في حالة فوضي من جميع النواحي ، بس محدش عارف جايز كل حاجة تبقا تمام بإذن الله و اقدر انضم للمنتدي :)
نورتيني جداً و ألف شكر بجد علي دعوتك...

Unknown يقول...

خيط الحرير...
أكيد النبات مالوش مكان داخل الجسد ، بس الواحد ساعات بيحب يقعد مع نفسه و يتخيل يا تري لو كان ده فعلاً ممكن كانت الحياة هاتبقا عاملة ازاي :)
مبسوط ان البوستات عجبتك و يا رب دايما كل اللي اكتبه يعجبك ، نورتيني :)

غير معرف يقول...

قصة رائعة

Share |