الخميس، ٥ فبراير ٢٠١٥

مش تنمية بشرية...

العبقرية الحقيقية لا تكمن في قدرتك على اختيار الطرق الممهدة بقدر ما تكمن في استعدادك التام و توقعك الحي لمختلف العواقب و قدرتك على التعامل/التأقلم مع/تجاوزها بمرونة...
و مشكلة "عدم التعلم من أخطائنا السابقة" الكلاسيكية ناتجة بالأساس عن عدم قدرتنا على استدعاء خبراتنا المعرفية  و الانفعالية السابقة بشكل مباشر من اللاوعي، لذا فنحن نعاني على الدوام من الوقوع في ذات الأخطاء القديمة...
ما الحل إذن؟ حقيقة الأمر أن فكرة تكرار الأخطاء ذاتها أكثر من مرة ليست بهذا السوء بل هي عين العقل، فإحدى مبادئ التعلم هي التكرار و الممارسة، و إذا كنا سنقوم بتطبيق قوانين التعلم على خبراتنا المختلفة فمن البديهي أن نتعرض أكثر من مرة لذات المواقف و الأخطاء حتى يصل منحنى اكتساب الخبرة لأعلى مستوياته، و عند النقطة التى يصبح فيها رد الفعل تلقائيا يحدث دونما تردد أو تفكير، حينها فقط يمكننا التحدث عن التعلم من أخطائنا السابقة...
عم نتحدث إذن إذا كان رد الفعل الذي تم اكتسابه لا يحل المشكلة أحياناً ؟
إحدى تعريفات علم النفس ينص في محتواه على أن الظاهرة البشرية التي يقوم بتناولها "متغيرة" ، لسبب كهذا لا تعترف فئة من الأشخاص بعلم النفس كعلم، ببساطة لأنها اعتادت فكرة أن يكون مجال الدراسة ظاهرة ثابتة مستقرة تأتيك بذات النتائج في كل موقف تجريبي، بينما الحقيقة أنه حتى تلك الظواهر الثابتة التي تعكف على دراستها العلوم الطبيعية تتغير تحت ظروف شاذة و نادرة، فالظواهر الطبيعية ثابتة بالنسبة لهذا العالم الذي نعيش به لكنها قد تتصرف بشكل مختلف تماما في عوالم أخري تحكمه قوانين أخرى؛ و ما أريد قوله هو أن المواقف التي نواجهها لا تأتي أبداً في صورة قوالب ثابتة، بل هي متغيرة بقدر تغير حالاتنا نحن البشر، فنحن نتحدث إذن عن القيمة التي يمكن وفقاً لها تصنيف المشكلة، لسبب كهذا يستخدم علم النفس مصطلح "النمط" في تصنيفه لأنواع الشخصية، و على ذات النهج يمكننا تناول المشكلة، و حل المشكلة، لأنك حين تقع في أنماط متشابهة من المشاكل ستلجأ بالمثل لأنماط متشابهة من ردود الفعل.

Share |