العلم لم
يكن يوما أمرا ارستقراطيا ، لكن الكثير من دارسيه و مدرسيه جعلوه كذلك...
حسنا
المجتمع بأكمله جعله كذلك...
حاول أن
تذكر واحدا من الأوغاد الذين كانوا يدرسون لك في الجامعة و لسوف تفهم ما أعنيه...
حاول أن
تذكر نظرة حماتك إليك حين علمت أنك حامل لشهادة الدكتوراه في أمر ما...
حاول أن
تذكر حين وضعت لنفسك نظرية بشأن عدوانية سائقي الميكروباصات ، في حين أنك لم تركب
واحدا في حياتك...
حاول أن
تذكر صديقك الذي كان مصرا علي إنهاء دراسته برغم أنه لا يحب هذا المجال ولا ينوي
الاقتراب منه بعد التخرج ثانية ، صدقني لا أحد أجبره علي فعل ذلك سوي المجتمع...
حاول أن
تذكر نفسك حين حاول أحدهم التحدث فيما يخص مجال تخصصك لتخرسه أنت في استعلاء بجملة
" أنا دارس كذا و عارف أنا بقول ايه كويس "
المشكلة أن
الصورة النمطية عن الأرستقراطية كانت أكثر رحمة و إنسانية و تحضراً مقارنة بما هي
عليه الآن ، لقد تركت الأرستقراطية بصمتها في كل شئ و لم تعد مقتصرة علي طبقة
ذهبية بعينها ، تركتها في العلم ، في الفن ، في السياسة ، في العمل و في الحياة
بأسرها ، الكل يصر علي احتكار كل شئ لنفسه حتي التفكير ذاته ، و صار المجتمع مقسما
لطبقات فكرية كل منها تري الأخري حمقاء مغيبة عن الواقع...
ثم تسمع
أصواتاً تطالبك بالديمقراطية ، طبقوها بداخلكم أولاً...