هناك تلك الفكرة النمطية اللعينة التي التصقت
بأذهان البعض عن الإلحاد ، حيث لا أحد يطرح تساؤلات وجودية مالم يكن ملحداً ، لا
أحد...
ماذا يسمون إذن ذلك الذي مازال يتلمس طريقه نحو الحقيقة ؟ الحقيقة
الموضوعية لا التي تُري من خلال وجهات النظر ، ضائع ؟ تائه ربما ؟
لو أردت رأيي فالملحد هو من اختار مكانه في اللاشئ ، و أنا أفضل أن
أكون تائهاً يتلمس طريقه نحو الضياء علي أن أكون ملحداً اختار السفر في دوامات
التفكير و التفلسف دون وجهة محددة ، فقط لأنه منتشٍ بكونه حي ، بكونه حر...
أعني أنه ربما بدا الإلحاد رائعا لبعضهم ، لكن التيه أروع ، إنه أشبه
بلحظات ما قبل المصارحة بالحب ، لحظات التلميح الوشيك ، حين يصبح ذهنك متأهبا علي
الدوام لأبسط إشارة يرسلها لك الكون ، لتصبح بمرور الوقت قادرا علي قراءة لغة
الزمان و المكان ، قادرا علي الذوبان في الوجود ذاته إلي أقصي حد ، متعطشاً علي الدوام
لقبلة منه دون ارتواء...