هناك شبه إدراك ضمني بين
الجميع علي أنه
لا أحد من
الممكن أن يشعر تماما بمأساة غيره ، لكنهم مستمرون بالشكوي رغم ذلك
،
ربما لأنهم لا
يملكون حلا آخر...
أمس رأيتني في
المنام أبكي بحرقة ، كالأطفال أو
أشد ، من المؤسف أنه لا
تفسير أعمق من
كوني أريد البكاء لا أكثر ، لقد قمعت تلك الرغبة بداخلي لسنوات حتي تراجعت نحو اللاشعور ، شأنها شأن
كل تلك الرغبات المكبوتة التي أحلم بتحقيقها...
و مشكلة الذين لا يمنحون أنفسهم فرصة للحياة كما
ينبغي أن أحلامهم واقعية للغاية و غير
معقدة ، ربما لأنهم لم يتجاوزوا بعد عجزهم عن تحقيق أبسط الرغبات إلي ما
هو أكثر تعقيدا ، أو ربما لأنهم يجدون الواقع معقدا بما فيه
الكفاية...
الحدود ،أن تضع
لنفسك حدودا لأنك تعرف جيدا ما ستؤول إليه الأمور مالم تفعل ، لأنك تعرف من حماقاتك السابقة ما
سيحدث ، في كل
مرة تحدثك نفسك بأن هذا
العالم نمطي للغاية و غير
مبتكر ، كل علاقة تشبه سابقتها إلي حد
سخيف ، كل ألم
يذكرك بآخر ، حتي
لحظات السعادة صارت مرتبطة بما
سيحدث بعدها من
شقاء يدفعك دفعا للشعور بمدي سذاجتك ، يدفعك لاستسخاف فكرة السعادة من
الأساس و ووصمها بالطفولية و
الغباء ، بينما الحقيقة أن الأمر لا يتعلق بالعالم بقدر ما يتعلق بطريقة تعاملك معه ، كل
تلك التكرارات لا
تحدث عبثا ، إنها تحدث فقط
لأنك مازلت أنت...