1- لا تدرس علم النفس بغرض التخلص من
مأساتك : علم النفس سيمنحك
إجابات ، سيمنحك وصفاً ، لكنه لن يمنحك حلولاً مباشرة على الإطلاق ، و لن يمنحك
السعادة التي تنشدها ، هو فقط سيمنحك الراحة ، راحة المعرفة ، راحة التصالح مع
المأساة فقط لكونك صرت تفهم الأسباب الكامنة خلفها ، الآلية التي تسير وفقاً لها ،
و شعور وهمي بقدرتك على التحكم في تفاصيل المأساة ، علم النفس سيمنحك نشوة إدراك
التفاصيل الدقيقة مهما كانت درجة قبحها ، هل سبق ان انتشيت لرؤية أحشائك الداخلية
؟ هل سبق ان انتشيت لرؤية أحشاء أحدهم أصلاً ؟
حسناً ، علم النفس سيجعلك تفعل...
2- لا تجري الأمور بتلك البساطة : من أبسط مبادئ علم النفس
مبدأ الحتمية النفسية ، و هو يعني باختصار أنه لا شئ يحدث بلا سبب ، حتى الهفوات و
زلات اللسان ، و في الواقع فإن ذلك المبدأ البسيط يعد تفسيراً مقبولاً لما عليه
النفس البشرية من تعقيد بالغ يجعل من عملية العلاج النفسي مهمة ثقيلة قد تطول
لسنوات ، فبرغم أن الحتمية النفسية تخبرك أننا لسنا اكثر من بضع معادلات حسابية معقدة إلا ان مشكلة التعقيد لا تكمن في كل معادلة بمفردها ، بل في أن
كل معادلة لابد و أن تتقاطع و تتشابك مع غيرها ، فلا تتصور أن توافر أعراض درستها
عن مرض ما في الحالة التي تعالجها يعني ببساطة أنك توصلت لمكمن الأزمة ، الحالة الواحدة من الممكن أن تحوى بداخلها من العقد و الأمراض و الإضطرابات
النفسية ما قد يستغرق منك سنيناً للتعامل معه ، و المشكلة هي أن كل عقدة قد
تكون نتاج لعقدة أخرى تسبقها ، ترسبات متدرجة تحتاج منك تتبع مرهق لتاريخ الحالة و
تاريخ العائلة...
3- علم النفس ليس للعلاج فحسب : ربما لست مضطراً لإخبارك بذلك
، لأنك تدريجياً ستبدأ بالتخلي عن ذلك التصور النمطي الشائع بشأن الطبيب النفسي ذو
القلم و المفكرة و المريض المستلقي على الشيزلونج ، و ستدرك أن ذلك المجال أوسع
مما تتخيل لدرجة أنه لم يترك مجالاً آخر تقريباً إلا و له فرع بداخله ،هل كنت تدرك
ان هناك ما يسمى بعلم النفس البيئي ؟ هل يوحي لك الإسم بفكرة محددة ؟ ماذا عن علم
النفس الجنائي ؟ علم النفس الاجتماعي ، علم النفس المهني ، علم النفس الإرشادي ؟
علم النفس يدرس الإنسان بكل ما يتعلق به و كل ما يتعامل معه تقريباً
، و لكن كي اكون صادقاً معك فليست كل التخصصات بتلك الشعبية بين الدراسين ، إما أن
نمطية التفكير تظل عالقة برأس بعضهم بعد التخرج بما يكفي للتخصص بمجال العلاج
النفسي دون غيره ، و إما أن-كما لابد أنك تعلم-المرض النفسي يحمل من العمق ما يكفي
لجذب الدارسين إليه ، و إما أن بعضهم بالفعل يدرك ما يفعله بما يكفي ليختار التخصص
في مجال العلاج النفسي...
4- دراسة علم النفس تزيد من احتمالات إصابتك بالسكر و الضغط : و ربما الشلل الكلي كذلك ، فلسبب غامض يصر بعضهم على اختزال علمي الباراسيكولوجي و التنمية
البشرية و برنامج "أنا و النجوم و هواك" في علم النفس ، كما تعلم..يبدأ
الأمر بعبارة تخبرك أن علماء النفس يقرون بحقيقة مفادها انك عندما تفكر بأحدهم
فلابد أنه قد فتح بروفايلك للتو ، من ثم يخبرونك بحقيقة أخرى هى أن نسبة انتحار
علماء النفس قد زادت مؤخراً لأنهم في الأصل قد جنّوا !!
5- الإنترنت لا يعرف كل شئ : ربما كان ذلك صعب التصديق لكن
الحقيقة هي أن المحتوى السيكولوجي المتوفر بالعربية على الإنترنت محدود للغاية
مقارنة باللغات الأخرى ، و حتى نتائج البحث التي قد تحوي موضوعات مكتوبة بصورة
احترافية تجدها مكررة و منسوخة بشكل مستفز يثير الغيظ .
6- فرويد لم يمت ، فرويد احترق ذاتياً : و هذا استنتاجي الخاص
بالطبع مالم يكن فرويد محاطاً بالكثير ممن طالبوه بتحليل شخصياتهم على سبيل تزجية
الوقت و "بدل ماهو قاعد فاضي كده" ، لا تخبرني انك لن تتبنى مدرسة
التحليل النفسي لتتجنب ذلك ، هل تظنهم يكترثون ؟! ستحللهم و إلا امتصوا النخاع من
عظامك ، ستحللهم حتى و إن أقسمت لهم أنك تعمل راقصة بالأساس ولا علاقة لك بعلم
النفس ، لا يهم كيف ، تصرف !!