الجمعة، ٢٨ يونيو ٢٠١٣

التكرارات لا تحدث عبثا...



هناك شبه إدراك ضمني بين الجميع علي أنه لا أحد من الممكن أن يشعر تماما بمأساة غيره ، لكنهم مستمرون بالشكوي رغم ذلك ، ربما لأنهم لا يملكون حلا آخر...

أمس رأيتني في المنام أبكي بحرقة ، كالأطفال أو أشد ، من المؤسف أنه لا تفسير أعمق من كوني أريد البكاء لا أكثر ، لقد قمعت تلك الرغبة بداخلي لسنوات حتي تراجعت نحو اللاشعور ، شأنها شأن كل تلك الرغبات المكبوتة التي أحلم بتحقيقها...

و مشكلة الذين لا يمنحون أنفسهم فرصة للحياة كما ينبغي أن أحلامهم واقعية للغاية و غير معقدة ، ربما لأنهم لم يتجاوزوا بعد عجزهم عن تحقيق أبسط الرغبات إلي ما هو أكثر تعقيدا ، أو ربما لأنهم يجدون الواقع معقدا بما فيه الكفاية...

الحدود ،أن تضع لنفسك حدودا لأنك تعرف جيدا ما ستؤول إليه الأمور مالم تفعل ، لأنك تعرف من حماقاتك السابقة ما سيحدث ، في كل مرة تحدثك نفسك بأن هذا العالم نمطي للغاية و غير مبتكر ، كل علاقة تشبه سابقتها إلي حد سخيف ، كل ألم يذكرك بآخر ، حتي لحظات السعادة صارت مرتبطة بما سيحدث بعدها من شقاء يدفعك دفعا للشعور بمدي سذاجتك ، يدفعك لاستسخاف فكرة السعادة من الأساس و ووصمها بالطفولية و الغباء ، بينما الحقيقة أن الأمر لا يتعلق بالعالم بقدر ما يتعلق بطريقة تعاملك معه ، كل تلك التكرارات لا تحدث عبثا ، إنها تحدث فقط لأنك مازلت أنت...
Share |