الخميس، ١٧ مايو ٢٠١٢

الأبواب المغلقة...



الألم ، هو أصل الحياة...
لابد لكل ميلاد من ألم ، لابد لكل مجرة من انفجار عظيم...
كلنا حاولنا الإنتحار في فترة المراهقة ، لسبب ما ، و ليست الهرمونات اللعينة دائما هي السبب...
ربما كانت المشكلة في أننا لم ندرك جوانب الحياة كلها بعد ، ظننا الحياة قصرا مسموح لنا باللعب في جميع أروقته ، و حين قابلنا الأبواب الموصدة أصبنا بخيبات الأمل...
خيبة الأمل الأولي دائما طعمها مر للغاية ، لأنك حين قررت اتخاذ الأمور بجدية للمرة الأولي في حياتك ، اكتشفت ان الحياة نفسها لا تتخذك بجدية ، و أنك مازلت لا تعلم أي شئ عن فتح الأبواب المغلقة...
يخيل لي أنه لو ظل فرويد حيا لعدة سنوات اخري لطور تقسيمه لمراحل تكوين الذات ، و ماكان اكتفي بنظرية الغرائز ، لأن الإنسان أكثر من مجرد غرائز ، إنه نظام نفسي يتطور بمرور الوقت ، و كل مرحلة نمر بها هي ميلاد جديد ، و حياة تختلف عن سابقتها...
أنت في الثلاثين لست ذلك المراهق في العشرين ، و في العشرين لم تكن ذاك الصبي في العاشرة ، و في العاشرة لم تكن هذا الطفل في الثالثة...
و كل مرحلة لها آلامها ، و صدقني لا يقتصر البكاء علي يوم ولادتك فقط ، في كل مرحلة ستتألم ، في كل مرحلة ستبكي ، في كل مرحلة ستولد من جديد...

الأربعاء، ٩ مايو ٢٠١٢

عن أسباب الأسباب المقنعة...



يتحرك في نشاط غريب ، يهز رقبته بلا انقطاع ، يحمل في يده مفكرة صغيرة مفتوحة علي صفحة واحدة ، و الجميع ينظر إليه بشفقة ممزوجة بالتعجب... 
كان يتوقف أمام كل شخص في المكان لبضع ثوان فقط ، فإن لم يجد منه استجابة يرحل في صمت... 
فقط حين جاء دوري استطعت فهم نظرات التعجب علي وجوه الناس... 
"
أنا أحبك" 
-
رائع ، بداية قوية استمر علي هذا الآداء. 
نظر نحوي نظرة خالية لثوان ثم فتح صفحة جديدة و كتب فيها آخر ما كنت أتوقعه... 
"
أنا لا أحاول التقرب منك لأغراض جنسية"
اصابني الوجوم لثوان قبل أن أرد قائلا... 
-
نعم ، الجميع أيضا يخبرني بذلك مؤخرا ، مع أنني في الواقع أجد نفسي مثيرا للغاية. 
فتح صفحة صفحة جديدة فسحبت منه المفكرة قائلا... 
-
ما مشكلتك تحديدا هل أنت أخرس أم معاق ذهنيا‎ ‎‏ ؟ 
فكر قليلا ثم رفع إصبعيه في تردد و عيناه معلقة بالمفكرة في يدي... 
-
لا يمكن أن تكون الإثنان في وقت واحد هذا مبالغ فيه ، عليك أن تختار أحدهما. 
حاول في يأس أن يسترد مفكرته من يدي ، لكنه ما لبث أن استسلم و بدأ يكتب علي كف يده اليسري... 
"
أجيد انتقاء كلماتي أكثر بينما أكتب" 
توقعت من ذاتي الاستمرار في مضايقته ، لكنني لم أفعل ، فقط أعطيته المفكرة في هدوء قائلا... 
-
يبدو سببا مقنعا ، علي الأقل بالنسبة لي ، لا تريني وجهك مرة أخري. 
"
هل يمكننا أن نصبح أصدقاء ؟" 
-
هل تعلم كم أنك تذكرني بغسالتنا الأتوماتيكية ؟ أنت تنفذ برنامجا لقنك إياه أحد الحمقي دون أن يخبرك بردود الأفعال المحتملة. 
"
هل أعتبر هذه موافقة ؟" 
-
لا ، أوصتني أمي بعدم مصادقة المعاقين ذهنيا. 
هنا فتح صفحة جديدة و شرع يكتب و علي وجهه سعادة بالغة... 
"
هذا غريب ، فهكذا كانت أمي تفعل أيضا"
Share |