الثلاثاء، ٢١ يونيو ٢٠١١

لازم افضفض ، قبل ما اصور قتيل...



تحت شباك أوضتي عدل دكانة لنجار مسيحي وقور و محترم أوي اسمه (عم فتحي) ، و تقريبا هوا اللي شطب شغل النجارة ف شقق بيتنا كلها...
النجار ده طول عمره راجل ف حاله و بيحب شغله جدا وانا بصراحة بحترمه أوي عشان كده رغم إنه جايبلي صداع بإذاعة الشرق الأوسط اللي مشغلها علي مدار الساعة لدرجة اني اترجيته قبل كده يشغل نجوم اف ام بدالها و شغلها فعلا بس تقريبا لمدة شهر و رجع تاني للشرق الأوسط :)
من كام يوم كنت راجع من امتحان و لقيت قصاد دكانته 2 عمال حاطين بريمة في الأرض و شغالين لف و حفر و (هيلا هيلا ، يلا يا عفروتو) ، انا ف الأول مفهمتش بس ابويا من مصادره الخاصة اللي نفسي اعرفها قالي ان الراجل اكمنه كل يوم متعود يرش الشارع 6427243424 مرة بدأ يشتكي من فاتورة المية العالية اللي بتجيله ، ده غير انه حاطط قلل مية كتير قصاد محله عشان الناس تشرب و عشان العيال ولاد الجيران يشربوا منها وسط ما بيلعبوا ف الشارع و كمان حاطط كام قصرية زرع قصاد المحل ، يعني بصراحة كل مابعدي من قصاد محله بحس براحة نفسية من منظر القلل و الكام زرعاية دول بس...
المهم مؤخرا لمعت فوق راسه لمبة منورة و قال بس يا معلم انا اعمل طرومبة مية احسن من خراب البيوت ده...
و تم الموضوع فعلا و عمل الطرومبة...
و نظرا لإن أوضتي بتحتل موقع استراتيجي مطل علي الشارع لدرجة إني تقريبا بحس اني قاعد ف الشارع مش ف أوضتي ، فساعات كده وسط تركيزي ف المذاكرة تتناهي لمسامعي شوية أحاديث جانبية بين الجيران و بعضهم ، و منها الحوار اللي دار بين عم فتحي النجار و بين السيدة الفاضلة جارتنا أم خالد...
-يا عم فتحي.
-أيوة يا ام خالد.
-إي ده انتا ركبت الطرومبة خلاص ؟ (قال يعني مش عارفة).
-آه خلاص.
-يعني بترش منها كده يعني و عادي ؟
-آه تمام زي الفل.
-طب الواد خالد بيقولك متبقاش تملا القلل منها عشان هوا بيشرب من القلل.
-لا مانا مليتها خلاص.
-طب ماهو بيشرب منها.
-طب اعمل ايه مليتها خلاص.
-طب ماهو بيقولك متملهاش بعد كده منها.
-طب إبقوا هاتوا مية حلوة بقا من عندكوا وانا املالكوا منها.
بأمانة الراجل لآخر لحظة كان بيتكلم بهدوء بس انا كنت حاسس ان من جواه هايطق ياعيني :))
جدير بالذكر إن خالد ده واخد وصلة من السويتش اللي عندي ف البلكونة و مشكلة السويتش ده انه بيهيس كتير بس الناس اللي ف الشبكة كلها صبورة إلا خالد ده مجرد ما النت يفصل اسمع الإنذار النووي جاي من العمارة اللي قصادنا...
-يا حوسنا ا ا ا ا ا ا ا ا ي ، يا حوسنا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ي.
-إنتا بتزعق ليه ؟ هوا يابني حد قالك إني اطرش ولا انتا فرحان بصوتك ؟
عليا الطلاق جت فترة بقا يجيلي ف الكوابيس و ساعتها فصلت الأسلاك كلها و وديت السويتش لصاحب الشبكة و قولتله يا خالد يا السويتش ، انا بقيت مش عارف انام و ربنا كل ما عيني تغفل صوته يفزعني حتي لو مش هوا اللي بينادي بفتكره هوا و ابص من البلكونة الاقيه حد تاني بينده علي حد غيري...
المهم ان بعد ما السويتش اتصلح رجعته عندي تاني و عدت فترة لا بأس بها من الهدوء لدرجة اني مكنتش مصدق نفسي و ربنا ، لكن بردوا مفيش فايدة ، بعد 3 ايام الاقي نفس النداء بنفس طبقة الصوت المزعجة...
-يا أخي ارحمني بقا ، وانا معنديش ف الشبكة غيرك ؟
-اصل انا خارج دلوقت و كنت عايز اقولك طفي السويتش شوية عبال ما ارجع خليه يرتاح احسن يرجع يهيس زي الأول.
ربنا يسامحك يا ام خالد...

السبت، ١٨ يونيو ٢٠١١

رغبات...


كانت كالحلم...
وجهها الهادئ و فستانها الأسود ، هذه أعلي جرعة رأيتها من الجمال...
لم تكن تتكلم أبدا ، تعلم كم أن عيناها معبرة عن كل شئ في نظرة واحدة ، معبرة عن الحياة بأسرها...
أنا أيضا كنت عاجزا عن الكلام ، فقط عيناي تفيض بالتساؤلات...
تساؤلات تدرك هي إجاباتها فورا...
-كيف جئت هنا ؟
-جئت في لا وقت.
-متي تعلمت رقصة التانجو ؟ إنني لم أرقص في حياتي قط.
-لم تتعلمها ، لكنك ترقصها الآن فحسب.
-لكني لست من هذا النوع ، أنا ضد شئ كهذا ، كيف يسمح رجل لنفسه أن...
-التشدق بالفضيلة ليس بالحديث المثالي في موقف كهذا ، أنت رجل غريب حقا.
-لكن هذا خطأ.
تلف برشاقة مبتعدة عني فأكتشف أنها ترقص حافية كل هذا الوقت ، ثم تعود مقتربة بذات النظرات...
-الخطأ هو أن تعذب نفسك بالشعور بالذنب في خضم الخطيئة ، تعلم مثلما أعلم أننا لن نتوقف عن الرقص مهما شعرنا بالإثم.
-أنا لست بآثم ، ولم أطمح يوما للرقص مع فتاة جميلة مثلك.
-لأنك تشعر دائما بأنك أقل من أن تحلم بذلك ، و تتعالي بهذا دائما محاولا إقناع ذاتك بالترفع عن الخطايا.
-ماذا تقصدين ؟
-أنت لم ترقص معي يوما لا لشئ إلا لأنك لم تتصور إمكانية حدوث ذلك.
-أنت شيطانة.
-و أنت تضيع استمتاعك بهذه اللحظات حقا ، كل الناس تخطئ.
-و يتوبون.
-في عمق الخطيئة ؟ لا أظن ، ربما يشعرون بالذنب مثلك لكنهم ينحون كل ذلك جانبا عالمين أنهم فيما بعد سيجدون الوقت الكافي للندم.
-هذا غير صحيح.
-لكنه ما يحدث.
هنا أدفعها لتقع علي الأرض و أصرخ فيها قائلا...
-لا ، هذا يحدث و لكن ليس معي.
توقف الجميع عن الرقص و نظروا لي باستغراب ، و ماهي إلا ثوان حتي وجدت نفسي مطرودا خارج الملهي...
كيف جئت إلي هنا من الأساس ؟
***************************************
ليلة أخري ، رقصة جديدة...
ذات الفتاة...
-من تكونين ؟
-أنا رغباتك.
-مستحيل ، إن رغباتي أبعد ما تكون عن هذا.
-حقا ؟ هل تظن أنك تعرف نفسك حق المعرفة ؟
-أنا أعالج نفوس البشر كيف لا...
تشير بعينيها نحو أحد الراقصين قائلة...
-أليس هذا أحد مرضاك ؟
-مستحيل ، لقد كانت مشكلته الأولي...
-نعم نعم الخجل من النساء.
-كيف تفعلون ذلك برجل محترم كهذا ؟
-هل رأيت ؟ أنت معجب بكونه خجولا ، تراه عملة نادرة و من الخسارة أن تعالجه من شئ كهذا.
-كنت أعالجه و لكن بحدود.
-حدودك هراء تقيد به نفسك و الآخرين ، هل تري كم هو سعيد؟
مرة أخري أدفعها لتقع علي الأرض...
و مرة أخري أجد نفسي مطرودا من الملهي...
***************************************
ليلة أخري ، رقصة جديدة...
ذات الفتاة...
-لماذا أعود إلي هنا ؟
-لا أحد يقاوم رغباته.
-هل أنا بهذا السوء حقا داخلي ؟
-ليس بشكل كلي ، إما أنك ضعيف أمام رغباتك أو أن رغباتك أقوي من أن تقاومها.
-كيف أخرج من هنا ؟
تبتسم و تقترب من أذني هامسة...
-أقتلني.
-هكذا ببساطة ؟
-هكذا ببساطة.
ساد بيننا رقص صامت للحظات ، ظلت هي محتفظة بنظرتها الواثقة و ابتسامتها المستفزة ، بينما استغرقت أنا في تأملها لبضع دقائق مفكرا...
كان بإمكاني قتلها فيما سبق و لكني لم أفعل ، كنت أدفعها بعيدا و أغادر ، كأني أعلم أني سأحتاجها و أعود لها ثانية...
-تبا لك ، تعلمين أني لا أستطيع قتلك.
-ماذا يمنعك ؟
-لا أدري ، ربما...ربما لأنك رائعة.
تتسع ابتسامتها أكثر و تقول...
-إذن ربما تكف الآن عن الإدعاء بأنك تكرهني ، و دع الندم لما بعد الرقص.
ساد الصمت بيننا لفترة طويلة ، و حينها أدركت أنني لن أكف عن الرقص معها أبدا ، و لن أجد وقتا للندم أبدا...
بل و ربما أصابني الندم علي أيام فاتت بدون الرقص معها...

الثلاثاء، ١٤ يونيو ٢٠١١

فراغ...


كشف المرضي المستجدين...
سيكون يوما صعبا و حتما سأصاب بالصداع ، إن المرضي القدامي تعتاد عليهم و تكون جلساتهم غاية في السهولة كونك أدركت طبيعة أمراضهم ، و لو كنت أقل إنسانية لقلت أنني ادركت (طريقة تشغيلهم) ، لكن الحديث عن المرضي المستجدين يعني أنك ستأخذ أياما في محاولة تشخيص أمراضهم و انتزاع الذكريات من بعضهم ، ناهيك عن المرضي (هواة الكذب) و ( أنصاف المرضي) فهم أسوأ من غيرهم في أنك تطمئن لطبيعة أفكارهم ثم فجأة تصدمك إحدي معتقادتهم أو إحدي تصرفاتهم المريبة ، بينما يمتاز المرضي الكاملين بأنك ما أن تدرك طبيعة تصرفاتهم فسيصبح توقعهم سهلا ، إنهم يحافظون علي قواعد اللعبة ولا يغشون ، لعبة المريض و الطبيب...
إذن المريض الأول بالكشف يدعي:
سالي علي محمود...
************************
ربما لا يكون وصفي طبيا خالصا لكني لا أفعل ذلك إلا في كتابة التقارير لإدارة المصحة ، لذا سأكتفي باختصار حالتها في بضع كلمات بأسلوبي علي غرار (صامتة للغاية - لديها ولع بسجادة المكتب لدرجة جعلتها لم تكف عن التحديق بها منذ دخلت - منكوشة الشعر لكنه ناعم رغم ذلك ، أعني أنه ناعم لكنه منكوش)
-و الآن استرخي و خذي الأمر ببساطة ، اعتبريني وعاء لأفكارك أيا كان نوعها ، فلتسكبي تلك ال...
قاطعتني قائلة دون أن تنظر لي...
-لا ، ستسرقين أفكاري في وعائك و تهربين.
تبا لهذا ألا توجد أدني قدرة علي التجريد ؟!
هكذا فغرت فاهي لثوان و قلت...
-حسنا دعيني أعيد صياغة التشبيه ، فلنفترض إذن أنني....مصفاة ، مصفاة بها ثقوب كثيرة ، فلتسكبي أفكارك بها لأقوم بتصفيتها من الشوائب و أعيدها لك نقية.
هنا نظرت لي في صمت فاستطردت كلماتي قائلة...
-هكذا لن أتمكن من سرقتها.
-ستقع أفكاري علي الأرض و لن أتمكن من جمعها ثانية.
خلعت نظارتي في هدوء و قلت في نفاذ صبر...
-لن يقع شئ علي الأرض ، هلا بدأت بالتحدث مباشرة ؟
-ستقع أفكاري علي الأرض.
-إذن سنضع أسفل المصفاة دلوا لجمعها.
ظلت تنظر لي بذات الصمت ، ليتني ما اخترت هذا التشبيه اللعين...
-حسنا.
آخيرا...
-حسنا و الآن أخبريني ، هل سبق أن كنت تعانين من أية...
-أين الدلو ؟
قلت محاولة الاحتفاظ بهدوء اعصابي...
-لا توجد دلاء.
-إذن ستقع أفكاري علي الأرض.
ما يثير غيظي أنها تتحدث بصورة آلية للغاية ، هذه الفتاة لا تعرف سوي أن 1+1=2 ، وليحترق العالم بعدها...
هكذا قررت تأجيل جلستها لما بعد المريض القادم ، ربما في تلك الساعات تنسي ذلك التشبيه المنحوس...
ناديت الممرضة لتستدعي لي المريض القادم في الكشف و قلت...
-و خذي تلك الفتاة إلي حديقة المصحة ، سأستدعيها ثانية.
و الآن المريض الثاني :
احمد سامي...
************************
حسنا من الواضح أن السجادة حازت علي إعجاب الجميع اليوم ، لطالما رأيتها قبيحة المنظر و ألوانها (بلدي) لكن من الواضح أن المرضي لهم رأي آخر...
-و الآن استرخي و خذ الأمر ببساطة ، اعتبرني وعاء لأفكارك أيا كان نوعها ، فلتسكب تلك ال...
-هل يمكنني الذهاب للحمام ؟
فغرت فاهي لثوان و قلت...
-نعم ، بالطبع ، فقط لا تتأخر.
هكذا ما أن غادر المكتب حتي دفنت وجهي بين ذراعاي في إحباط...
ما هذا اليوم الأسود ؟
************************
حين عاد الفتي استطعت تبين ملامح وجهه أكثر...
كان كأنه شاب في العشرين تقريبا رغم أن بيانات ملفه تقول أنه أقل من ذلك بعامين...
-آسف علي التأخير.
-لا عليك.
ارتديت نظارتي قائلة...
-حسنا و الآن أخبرني بماذا تعاني ؟
هز كتفيه قائلا...
-لا أعاني من شئ.
دائما أنسي هذه النقطة ، لو كان كل المرضي يدركون أنهم مرضي ما كان هناك مرضي ، هكذا تعلمنا لكني أصر أحيانا علي التمسك بمبدئي في أن المريض معافي حتي يثبت مرضه...
-أنت في مستشفي الأمراض النفسية و العصبية ، لابد أنك تملك سببا وجيها للتواجد هنا أكثر من الرغبة في الذهاب للحمام.
أطرق برأسه ناظرا نحو السجادة اللعينة و قال...
-هذه هي مشكلتي.
-الذهاب للحمام ؟ لو كنت تظن أننا نعالج البواسير هنا فأنت....
-لا أقصد هذا ، أقصد أن معاناتي هي أنني لا أعاني من شئ.
هنا تغيرت نظرتي نحوه قليلا و قلت...
-تبدوا لي عاقلا بعض الشئ.
-مشكلتي ليست بعقلي ، مشكلتي أنني فارغ للغاية ، بداخلي خواء لا حدود له.
-فارغ من أي ناحية بالضبط ، تعني عاطفيا ؟
-لا أعلم حقا ، الناس تمل من صمتي سريعا ، لا أحد يحتفظ في يده بكوب زجاجي مالم يكن به شئ لو كنت تفهمين قصدي.
-نعم نعم ، الناس لا تعطي دون مقابل لابد لك أن تعطيهم لتأخذ.
هنا رفع عينه نحوي و قد بدأ يتحمس لإدراكي مشكلته...
-بالضبط ، لكني لا أملك ما أعطيه.
-اممم ، و ما الذي جعلك هكذا ؟
ابتسم قائلا في استخفاف...
-هذا سؤال كلاسيكي للغاية.
فهمت ما يقصده علي الفور ، لا أحد يدرك تفاصيل حياته التي آلت به لتلك الظروف ، نحن فقط نذكر لحظات التحول الجذري...
-علي الأقل صف لي شئ من نمط حياتك بالماضي.
-لن يثير الأمر اهتمامك حقا.
-جربني.
هنا استرخي علي الشيزلونج و قال محدقا للسقف...
-في الإعدادية كنت مصابا بوسواس مضحك ، لم أكن أعلم ذلك بالطبع حينها لكنني قرأت عن الوسواس القهري بعدها بسنوات و فهمت ما يعنيه ، كنت فاشلا في الرياضة بوجه عام منذ صغري ، و كنت أحب الأرقام الزوجية أكثر من الفردية لأنها لا تخلف كسورا في حسابها ، و أنا أكره الكسور ، كانت نتيجة هذا أنني صرت أفعل أشياء بعينها مرتين لأن مرة واحدة تعني رقم فردي ، مثلا أغسل يداي مرتين ، أفتح باب البيت و أغلقه مرتين ، تفاقم الأمر معي بعد ذلك و صارت المرتان أربع و الأربع صارت ست و الست صارت ثمان حتي تخلصت من تلك العقدة بمرور الوقت تلقائيا.
هنا توقف عن الحديث فجأة و نظر نحوي قائلا...
-هذا لا يفيد أليس كذلك.
ابتسمت و هززت رأسي نافية...
-لا ، إنه لا يفيد ، لكني سأعالجك رغم هذا.
-كيف ؟
قلت بينما أجمع ملفه مع ملف مريض آخر...
-هذا سؤال مبكر للغاية ، لكن ثق أن هناك من هو بحاجة لفراغك هذا.

الجمعة، ٣ يونيو ٢٠١١

نهاركم لذيذ :))


جامعة حلوان هي أحد أفران جهنم السوداء ، حتي لتشعر ان الشمس عمودية عليها صيف شتاء ، لا يوجد بقعة ظل واحدة ، حتي المياه يصعب العثور عليها...
ربما لأسباب كهذه أحببت جامعة حلوان أكثر من غيرها ، لا يعطونك هنا فرصة (للسنكحة) مع فتاة ما أو مع أيا كان ، من المدرجات للمترو و من المترو إلي المدرجات ، و نعم..أنا أعاني بعض الماسوشية في تفضيلاتي الخاصة...
و حين أتحدث عن تفضيلاتي الخاصة فلابد من ذكر ذلك المكان الوحيد الذي تم تظليله خصيصا لسيارات الأساتذة و الدكاترة ، هل جننت ؟ بالطبع السيارات أهم من الطلبة الإوغاد...
هكذا ترون أنني لا أملك ترف الاختيار حين أفضل الجلوس في هذا المكان تحديدا ، فبجانب الظل هناك ذلك الهدوء و الفراغ ، إنه جنة وسط الجحيم...
لكن أشياء كهذه لا تدوم طويلا ، خاصة حين تأتي تلك السيدة الأنيقة لتعكر صفوك ، صحيح انها دخلت سيارتها لكن وجودها وحده مزعج بالنسبة لك...
تحاول التركيز في الكتاب الذي بيدك لكن فضولك الأحمق لا يهدأ أبدا ، يدفعك دفعا لمراقبتها و هي تتصرف بعفوية بعيدا عن رسميات الدراسة و المحاضرات ، لسوف تحدثك من أنفها كالعادة اذا اكتشفت انك تراها أيها (الفسل)...
مرة أخري تجاهد لتبقي عينيك بين السطور فتفشل ، تجدها تأكل شيئا ما داخل سيارتها ، تبا لك لماذا لا تأخذين سيارتك و ترحلي...
بسكويت بالشوكولاتة ، من النوع الفاخر ، يدور برأسك خليط من خواطر سريعة عن (ثمن الشوكولاتة-كم يبلغ راتب تلك الأفعي بالضبط)...
كل هذا قبل أن تبدأ الدراما في البزوغ ، الدكتورة المحترمة الوقورة تفصل طبقات البسكويت عن بعضها كالأطفال لتلحس الشوكولاتة من عليها ، كنت افعل ذلك في صغري و كانت امي دائما تضربني علي فعل ذلك ، لا أذكر كيف ولا متي أقلعت عن تلك العادة لكنني حتما صرت لا أفعلها...
و الآن هل رأيت ما فعله فضولك ؟ لقد رأتك الشمطاء ولاحظت نظراتك نحوها ، حتما ستقوم الآن بإنزال الزجاج قائلة من أنفها...
-هل هناك مشكلة ما ؟
ستفكر بنفي ذلك لكنك ستجد الأمر مكشوفا للغاية و ستقول في برود...
-يصعب تصور أن بداخلك طفلة حية.
ستدير جملتك برأسها و تقطب جبينها قائلة...
-هل تجد نفسك مضحكا ؟
-في الواقع ليس أكثر مما التقطته كاميرا هاتفي بشأنك.
-ماذا ؟
هنا تخرج من سيارتها و تقف أمامك قائلة...
-آه الآن أفهم ، أنت إحدي الطلبة الفاشلين الذين أقوم دوما بإرسابهم ، قل لي هل أفرغت الإطارات من الهواء ؟ لا لا دعني أحزر شيئا جديدا ، أتلفت الفرامل ؟
-سيكون هذا من دواعي سروري ، لكني لست بهذه التفاهة حقا.
-ماذا فعلت إذن ؟
-لم أفعل شيئا أنت من جائت تتشاجر معي.
تعود لسيارتها في عصبية و تقول...
-فشلة أوغاد ، كلكم أوغاد.
تدير سيارتها و تنطلق بعصبية مسببة أحتكاكا بالأسفلت...
الغريب أنني-لسبب ما-لم أرها ثانية بالجامعة ، سمعت أنها ذهبت للتدريس بجامعة عين شمس لكنني ظللت أتسائل رغم ذلك ، هل كان تهديدي الوهمي سببا في ذلك أم أن هناك أسبابا أخري أكثر إقناعا ، هل من الممكن أن تهتم تلك الشرسة بعدم إظهار طفولتها بأي ثمن كان ؟
أكون كاذبا لو قلت ان أمرها شغل حيزا من تفكيري ، تناسيت كل هذا بالطبع بعد فترة قصيرة ، فعلي الجانب المشرق اجتزت أخيرا مادة الإحصاء علي يد دكتورة أخري جائت بديلا عنها...
و هذا كل ما يهم...

الخميس، ٢ يونيو ٢٠١١

كلام مكانش لازم يتقال...


كاميرون دييز كانت بتلعب دور واحدة عندها مشكلة مع عواطفها ، و كانت المشكلة إنها مبتعرفش تبكي !
ساعة ما شفت الفيلم ده كنت حاسس فعلا بحالتها دي ، كنت عارف يعني إيه الواحد ميعرفش يبكي...
المشكلة عندي مش كامنة ف إني بكتم جوايا مثلا و مش بحب اظهر دموعي ، المشكلة عندي اني مش بتأثر اساسا عشان اكتم حتي جوايا...
قبل كده ف موقف حصل في عيلتنا شفت اخواتي كلهم بيبكوا ، يفترض ان الموقف كان كبير و يستاهل ، بس انا تنحت..معرفتش اعمل ايه ، و ده اقصي تعبير برسمه علي وشي ف المواقف اللي زي دي ، أتنح ، مبديش تعبير من الأساس...
المواقف دي ليه مبتأثرش فيا ؟ ليه الأوبشن ده مش عندي ؟ ليه مش عارف اشوف البنت دي جميلة فعلا زي باقي الشباب ما بيقولوا ، و ليه مبكيتش لما فلان مات مع اني حاسس انه هايوحشني بس مش شايف ان الموقف يستدعي البكا و كل الدراما دي ، ما الناس بتموت كل ثانية ده الموت نشاط روتيني بيحصل في كل وقت و كل مكان...
ابقا حمار طبعا لو قلت ان انا اللي صح و الناس كلها غلط ، العيب فيا انا ، في حاجة غلط فيا ، سوفت وير العواطف منزلش ليا...
أوقات بحاول اتظاهر اني متأثر فعلا ، بجاري الناس عشان ميتقالش عليا (حلوف) زي ما اخواتي بيقولوا...
بس و بعدين ، و آخرتها...
يجي واحد غلس يقولي اللي بيدرس علم نفس ده لازم يكون حساس عشان يفهم مشاعر غيره و افكاره...
لا يابو لسان طويل :@ بالعكس ده بيبقا في كورسات مخصوص للمتخصصين في المجال ده عشان تبقا مشاعرهم محايدة تماما و طبيعتهم كبشر متأثرش علي نظرتهم للحالة...
و بدون مبالغة أنا صفحة بيضا أوي بس نفسي اتملي شخابيط...
اللي اكتشفته ان العواطف هيا اللي بتصنع لحظات بارزة ف ذكريات كل واحد ، بتصنعله خبرة شعورية و حكايات يقدر يحكيها للناس في ساعة سمر ، انما انا بفضل ساكت مش بلاقي غير حاجات تافهة أوي لا تستحق ، مفيش سيناريو يشد ، يمكن عشان كده انا بفضل الصمت دايما و بنحاز له ، عشان هوا صاحبي من سنين و دايما بلجأله...
ملاحظة : البوست ده للقراءة فقط و يفضل ألا تتضمن التعليقات اي نوع من النصائح علي الإطلاق...

الأربعاء، ١ يونيو ٢٠١١

إي اللي انا كاتبه ده :)))




-بص القاعة دي تكون جاهزة قبل الساعة 8 ، بس هحاول اشوف حد من الرجالة يجي يساعدك.
وقفت قصاد القاعة بشمر كمامي و بفكر ، قاعة طويلة عريضة مليانة صمت ، مليانة فضا ، مليانة حاجات كتير... 


-شوف يا خويا البت بنت رحاب لابسالك ايه ، بنات آخر زمن.
-الجو حر نار ، مفيش تكييف هنا ؟
-و هيا دي عروسة دي ؟ دي يخوفوا بيها العيال الصغيرة.
-هوا في بوفيه ولا هانقضيها حاجة ساقعة ؟
-يا رب يكون في جامع قريب الحق اصلي العشا.
-اي الأغاني البيئة دي ؟ طب دانا ف خطوبة أختي كنت عاملة كوكتيل أغاني....
-ماما فين الجاتوه ؟
-و الله صاحبات العروسة مش بطالين بردوا يجوز نسميهم مزز.
-شوف ياخويا بيرقص مع عروسته ازاي تقولش داخل الجنة.
-هوا في حمام هنا ؟
-استغفر الله العظيم ، يا رب توب علينا من الأفراح المشبوهة دي.
-بردوا مفهمتش في بوفيه ولا اقوم اروح بيتنا.
-إي الناس السمجة دي مبتسمين كدا ليه ؟
-الكرسي ده فيه مسمار رخم.
-إي الزحمة دي عايزة اروح اتصور مع العروسة يا ناس دي صاحبتشي الروح بالروح.
-يا خبر معملتش الواجب الأبلة هاتفرمني بكرة.
-كفاية حاجة ساقعة بقا ا ا ا فين البوفيه.
-هوا هايحصل إيه بعد الفرح ؟!
-عايز الحق آخد صورة بالبدلة احطها ع الفيس بوك.
-الواد ده بيبصلي كده ليه ؟
-الجزمة الجديدة ضيقة أووي.
-عايز اطلع بره ادخن سجارة يا ناس.
-الجو سقعة ازاي البنات مش بردانة بفساتينها اللي مش لابساها دي.
-البوفيييييييه.

أول كابوس...


 -تعرف انا نفسي ف إيه دلوقت ؟
-أكيد فكرة مجنونة من بتوعك.
-عرفت ازاي.
-عشان لو كانت فكرة عادية كنتي هتقولي نفسي ف كذا علي طول من غير الساسبنس بتاعك.
-ده إنتا قاتل للمرح يا أخي.
-طب خلاص بجد قولي نفسك ف إيه.
-وانا صغيرة كنت دايما بروح المدرسة نايمة علي نفسي دايما و ساعات وانا ف الطريق كنت بغمض عيني كل 5 ثواني و الحق افتحهم قبل ما البس ف عمود.
تتوقف عن الحديث و تنظر له في صمت فيصرخ مدركا لما يدور برأسها قائلا...
-نعم.
-نفسي اعمل كده دلوقت بس وانا مطمنة.
-اه فهمت شغل عميان يعني امسك إيدك و الناس تتفرج عليا و تقول شوف الرومانسية بيحب واحدة عامية إهئ إهئ.
-اتريق براحتك.
-لا و اتريق ليه دانا هقولك علي حاجة احسن من كل ده.
-إيه.
-نمشي احنا الاتنين مغمضين.
تصفق بيدها في مرح قائلة...
-ماشي موافقة.
-موافقة ايه بس يا بنت المجانين.
-إيه يا حسني اشمعنا احنا ما الناس كلها مغمضين أهو.
ينظر حوله فيجد الناس كلهم بلا عيون...
Share |