الخميس، ٢٩ يوليو ٢٠١٠

...قولي مبروووك ، و بردوا مفيش حاجة ساقعة


البت الغلسة بتاعة الشئون ، كنت دايما بكره الشباب اللي بيشتغلوا في شئون الطلبة ، جايز الكبار الواحد يستحمل بطئهم و تناكتهم عشان ناس كبار و لازم نستحملهم يعني...
و بيني و بينكم المرة دي كنت رايح وانا علي أعصابي ، طبعا مانا مش متبهدل من حلوان للجيزة سنة بحالها الا عشان اللحظة المهببة دي ، يعني لو كانت الجامعة قريبة شوية مكنتش فضلت ساعة طول الطريق بتخيل في شكل النتيجة و بدعي ربنا مشيلش مواد تاني غير الإحصا...
اللي فرسني كالعادة كل أقسام آداب (بما فيهم الفرافير بتوع قسم مسرح ) نتايجهم اتعلقت من زمن الزمن و احنا علم نفس اهم قسم في الكلية نتذل كل ده و ياريت حتي النتيجة متعلقة ، دانا لازم ادخل للشئون و افضل اتحايل عليهم اشوف نتيجتي قبل ماموت...
و عند باب الشئون قابلت واحد معايا في القسم لكن عمري ما اتكلمت معاه ربع كلمة ، بس طبعا في الظروف اللي زي دي الكل بيتآلف بطريقة لزجة و مزعجة و تطفلية...
-مش انتا معانا في القسم بردوا ؟
-آه انتا دخلت شوفت نتيجتك ؟
-آه شوفتها.
-و عملت ايه.
-اترفدت.
-الله يبشرك بالخير ، رفدوك ليه.
-عشان ساقط سنتين.
 دخلت لقيت -للأسف- كل الموجودين هما الشباب ، و من ضمنهم البت الغلسة بتاعة الشئون اللي عمرها ما بتضحك و قرفانة علي طول مني كأني داخلها وانا عندي تسلخات...
-أؤمرني.
طبعا أنا قولت ف بالي يا واد ايه الأدب اللي حل عليها ده ، لأ و بتضحك كمان ، جايز عشان مفيش زحمة النهاردة في الشئون ، أو جايز التيشيرت الفحلقي الجديد عمل شغل معاها ، المهم نشوف ام النتيجة و بعدين نشوف موضوع التيشيرت اللي كله عرق...
-عايز اشوف نتيجتي ، اولي انتساب علم نفس.
-اسمك ايه.
-حسني محمد الشحات.
فرت فرتين في الكشوف و راحت رامية الكشف ف وشي...
بصيت لكشف النتايج و دمي فار ، لقيت التقديرات مكتوبة بس ورق الكشوفات معفن و مش متصور عدل و اسامي المواد ممسوحة ، مقدرتش أعرف انا جايب التقديرات دي ف أنهي مواد بالظبط ، صحيح كان في مقبول كتير بس بردوا كان في جيد جدا في مادتين تلاتة و ده إنجاز اسطوري ف حد ذاته ، بصيت في نهاية الكشف و اكتفيت بالجملة دي...
(منقول للفرقة الثانية بمادة مبادئ الإحصاء)
ياااااااااه ، بقالي سنتين بحالهم مشوفتش كلمة منقول دي ، حسيت ان الدنيا زهزهت و احلوت مع اني خفت احسن البت الغلسة بتاعة الشئون تقولي (كل سنة و انتا طيب) و تروح مادة ايدها عايزة الحلاوة ، مانا أصلي عارف الأشكال دي كويس...
بالرغم من كده كانت دي أكتر مرة شوفتها فيها حلوة و بتضحك ، و ساعتها قلت ف بالي مش ممكن تقبل عرض بالجواز دلوقتي ؟ بس ف آخر لحظة افتكرت ان فرش الشقة ناقصه خراطة ملوخية ، و طبعا مش معقول اروح اطلب ايد واحدة وانا معنديش خراطة ملوخية بالليزر ، ميصحش...
و في محطة المترو اتصلت برامي زي ماوعدته قبل ماتصل بابويا بس كان موبايله غير متاح ، رحت باعتله رسالة عشان ابقا خلصت ضميري قصاد ربنا :) و نفضت لابويا :)
المطلوب مني في السنة الجاية بإذن الله تقدير لا يقل عن جيد عشان اقدر احول لانتظام او احول لآداب القاهرة انتظام - و هو الشرط اللي كان مفروض احققه في أول سنة لكن ربنا موفقش - لكن الحقيقة اني مهما جبت من تقديرات مش هحول للقاهرة برغم انها علي مسافة عشر دقايق من البيت ، لإني اتكونت عندي حساسية ضد جامعة القاهرة من أيام كلية دار علوم ، و لإني احترمت جامعة حلوان من أول ما دخلتها لأسباب نفسية مجهولة بالنسبالي انا شخصيا...
ركبت المترو وانا بفكر في كل التفاصيل دي ، و في الآخر سندت راسي لورا و غمضت عيني وانا لأول مرة من مدة احس اني مرتاح...
مبروك عليا النجاح...

الأحد، ٢٥ يوليو ٢٠١٠

...إعادة توجيه

 لنعد قليلا بالذاكرة...
و ليتذكر متابعوا المدونة منذ بدايتها ماذا كانت الفكرة العامة لها...
كان الغرض من سرد هذه المذكرات هو توضيح التناقض الحادث بداخلنا ، نحن لم نخلق أوغادا بالفطرة ، فقط أنا أؤمن بأن الإنسان يكتسب خبرته من البيئة المحيطة ، و هي ليست بالبيئة المثالية...
كذلك أؤمن بأن المجتمع مهما كان مثاليا فقد لا يصل لدرجة الكمال ، فإن هناك فرق ندركه جيدا بين ماهو مفترض فعله و بين ما يمكن فعله...
المشكلة التي مثلتها في صورة مرض نفسي هي مشكلة التناقض ، التناقض بين ما نعلمه لأبنائنا و بين ما نفعله ، بين مانؤمن به - أو نتظاهر بالإيمان به و بين ما نفعله...
هذا يوضح لنا حقيقة هامة و هي إما أننا كسولين للغاية أو أننا معدومي الإرادة ، فإن الأفكار و المعتقدات إنما هي توجيهات نحو أفعال محددة ، و من يجهلها أفضل ألف مرة ممن يتظاهر بإيمانه بها ولا ينفذ حرفا منها...
إن الكارثة هي أننا أصبحنا ألات تقليد ، نفعل ذلك لأن الجميع يفعل ذلك حتي و إن كان خطأ ، و من يخالف ذلك فهو شاذا منبوذا...
تحدث (تارد) منذ سنين مضت عن ظاهرة الإختراع و التقليد ، و كان يؤمن بأن التقليد هو الظاهرة الأكثر حدوثا ، و أن الإختراع نادر الحدوث ، هكذا لم أجد منذ ولدت قوما تنطبق عليهم ظاهرة التقليد مثلنا...
و الآن لنفرض أن أحد هؤلاء الشواذ تجاهل لوم الناس و استهزائهم و ظل متمسكا بمبادئه و معتقادته الأصلية المفترضة ، هل ينتهي الأمر ؟ بالطبع لا ، فإن النفس وحدها تعد عقبة أخطر من المجتمع المحيط ، و عندها يبدأ الصراع الناتج عن الإختلاف بين ذات الفرد و بين المجتمع ، فإن الشعور بالاغتراب من أسوأ ما يكون ، و غالبا ما يخضع المرء في النهاية لقوانين الجماعة ، و يصبح نسخة أخري منهم...
إن الأحداث و إن انحرفت عن الفكرة العامة لغرض قصصي ، إلا أنها ما زالت تحمل و ستحمل في طياتها بعض المواقف التي تظهر ذلك التناقض بين الذات المجتمع و بين الذات و نفسها...
فقط أردت إعادة توجيه فكر السادة القراء الجدد و القدامي لهدفي الأول من إنشاء تلك المدونة ، و أن أشكر كل السادة القراء أكانوا مدونين أم قراء عاديين الذين تابعوني هذه الأشهر القليلة الأولي من عمر المدونة...

الأحد، ١٨ يوليو ٢٠١٠

...بلا أدني مبالغة

البوست ده أكتر بوست احترت ف أمره ، فضلت كتير افكر اكتبه بأنهي صيغة تليق بموضوعه ، مش هبالغ لو قلت انه بالنسبالي اهم بوست كتبته لحد دلوقتي من أول ما قلت يا تدوين ، و مش هبالغ لو قلت اني عمري ما ضحكت ف حياتي من قلبي أد امبارح...
كلنا عرفنا رامي (مدونة بابي) و مفيش رامي غيره عموما :) ، جايز اسلوبه في التعليقات و التدوين ميختلفش عن اسلوبه الفعلي في التعامل المباشر وانا و هوا متفقين علي كده ، بس بردوا لو هساوي بين مقابلة صديق ميتعوضش زي رامي وجها لوجه و بين التعامل معاه في التعليقات أو في الشات هبقا بكدب...
مكنتش اعرف انه ف أجازة في القاهرة من فترة كبيرة و كالعادة نايم علي وداني :)
فكرت اعمل فيها جركن مان باعتبار انه ضيفي في القاهرة رغم انه يعرف القاهرة احسن مني تقريبا ، قولت نروح ساقية الصاوي ، و يا ريتنا ما روحنا... :)
و بعد مشوار طوييييييييييييييييييييييييييييل اكتشفنا ان الدخول بقا بكارنيه عضوية ، طبعا اول تعليق خطر علي بالي (يا خيبة أملك يا ريتشارد) كان نفسها تدخلها يوما ما... :)
أكتر حاجة عجبتني ف رامي توقعه لكل أسألتي و ردود فعلي من قبل ما اتكلم و من غير حتي ما يكون عندي نية الكلام لدرجة خلتني احس ان ف مرحلة متقدمة هسكت خالص و هوا يقول أسألتي و يجاوب عليها لوحده :) :)
إنسان ذكي جدا مرح جدا ، فاهمني من أول يوم و دي حاجة عمرها ما حصلتلي اني الاقي حد فاهمني ما بالك بحد فاهمني من أول لحظة ، أجبرني بتلقائيته اني اكون في منتهي الصراحة معاه رغم اني ساعات بكون كتوم مع اخواتي و صحابي ، خلاني ما حسش بفرق السن إطلاقا رغم انه اكبر مني باتناشر سنة...
انا كنت ناوي ادي البوست طول ما بعده طول بحق المشوار الأسطوري اللي ضربناه سوا امبارح :) لكن لما بحاول افتكر تفاصيل امبارح بيغلب علي تفكيري الشعور الكلي بالفرح و الفخر اني عرفت شخصية متميزة بجد زي رامي ، و بقول اني لو كنت عملت حاجة حلوة ف دنيتي خلت ربنا راضي عني فرامي هوا عملي الأبيض اللي لقيته بعد صبر ، و ياريتني عرفته من زمان اكيد كان مسار حياتي اختلف...
انا عارف في ناس ممكن تقول اني ببالغ مع انه يستحق اكتر من كده ، رامي نفسه ممكن يفتكرني ببالغ لأن تعابير وشي امبارح مكانتش توحي بكل ده ، بس هوا عارف سبب التهييس اللي كنت فيه ، ربنا يكفيكوا شر المرض... :)
امنيتي الوحيدة بعد ما سبته كانت ان ربنا يكرمه و يستقر في القاهرة عشان يبقا ف ايدي اشوفه ف أي وقت ، لإن رغم المقابلة (الكعابي) دي الا اني كان نفسي يفضل معايا للفجر بس مرضيتش اعذبه اكتر من كده معايا :)
و لحد دلوقتي معلقة في دماغي آخر عبارة قالهالي...
(اللي يعيش ياما يشوف ، و اللي يدون يشوف أكتر...)
و بعد ما نزل المترو و سابني كان هايخبطني مكروباص مكتوب علي ضهره (يا بخت اللي يصاحب راجل...) ، ساعتها قولت بصوت مسموع (آه و الله)...
يا بخت اللي يصاحب رامي...
Share |